خلصت الندوة الفكرية المنتظمة اليوم السبت بفضاء روضة ابي القاسم الشابي بمدينة توزر تحت عنوان "آليات حماية التراث من خلال النصوص والمواثيق الدولية" ضمن احتفالات الجهة بالدورة 33 لشهر التراث، الى وجود فراغ قانوني وجب تلافيه فيما يتعلق بالتشريعات والقوانين المتعلقة بحماية التراث. وانتظمت الندوة بمبادرة من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، حضرها عدد من المهتمين بالتراث والعمل الثقافي وحاضر فيها اثنان من الباحثين المختصين في التراث والقانون وهما منذر براهمي ومحمد علي الرتيمي حول صون التراث من خلال الاتفاقيات الدولية وحول واقع التشريع التونسي في حماية التراث. ... وفي هذا السياق بينت المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية رانية العابد، ان المداخلات سعت الى عرض النصوص القانونية والاليات الموجودة في تونس لحماية التراث بصيغه الثلاث المادي واللامادي والطبيعي بعرض مجمل التشريعات التونسية منذ ظهور اول نص يحمي التراث سنة 1885 الى غاية اليوم وابراز تطورها خاصة بعد اصدار مجلة حماية التراث التي تحتفل هذه السنة بمرور ثلاثين سنة عن صدورها. وخلصت المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية الى كون حماية التراث هو مسؤولية مشتركة لا تتوقف فقط على التشربعات باعتبار ان الاعتداء عليه لن يتوقف ويأخذ أشكالا جديدة. وتحت عنوان "آليات صون التراث من خلال الاتفاقيات الدولية" استعرض المتفقد الجهوي للتراث بالجنوب الغربي منذر براهمي مجمل القوانين الدولية منذ القرن 19 الى غاية سنة 2005 تاربخ آخر اتفاقية دولية صادقت علبها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو وقد انتظمت إليها تونس منذ سنة 1975 بما مكنها من تسجيل تسعة مواقع أثرية على لائحة التراث العالمي، فضلا عن تسجيل عدة عناصر أخرى كالمهارات المتعلقة بالتراث اللامادي. وساهم هذا الإجراء بذلك في التعريف بالتراث الثقافي التونسي في الخارج واكتساب آليات لحفظه وصونه باعتباره رافدا من روافد التنمية وتحقق به تونس فصلا عن انفتاحها على الخارج حفظ هويتها الوطنية. الا أن هذا المسار لم يحجب وجود ثغرات قانونية وفق المتحدث وهو ما أكده كذلك المتدخلون من ممثلي الجمعيات ذات الاختصاص بوجود تقصير من أجهزة الدولة في حماية مكونات التراث ومحاسبة المعتدين. خلصت الندوة الى ضرورة تحيين مجلة حماية التراث الصادرة منذ سنة 1994 حتى تواكب التغيرات المجتمعية والعالمية في هذا المجال وتعمل على تجاوز الفراغ التشريعي لا سيما في ظل تواتر مظاهر التعدي على التراث بمختلف تصنيفاته. تابعونا على ڤوڤل للأخبار