على السيد هشام المشيشي المكلف من طرف رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة أن لا يقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها سلفه إلياس الفخفاخ و تحديدا: عليه أن لا يقصي من مشاورات تشكيل حكومته أي حزب أو كتلة برلمانية إلا من أقصى نفسه حتى لا يضيق على نفسه منذ البداية هامش المناورة (المناورة ليست بالضرورة سلبية بل هي جزء لا يتجزأ من الفعل و العمل السياسي)، والتفاوض. عليه أن يترّفع عن الخلافات و الصراعات بين الأحزاب و الكتل البرلمانية، بل بالعكس، يعمل أساسا على ايجاد الحد الأدنى من القواسم المشتركة والتوافقات. عليه أن لا يفكر في نيل حكومته لثقة البرلمان من عدمها، فالأمر محسوم بما أن سيف الحل مسلط على رقبة البرلمان، ولكن الأهم هو ضمان مساندة فعلية وحقيقية لحكومته من طرف أغلبية برلمانية واسعة بعد المصادقة عليها. عليه أن لا ينسى أن نظامنا السياسي الحالي هو نظام شبه برلماني تستمد فيه الحكومة شرعيتها وقوتها أساسا من البرلمان. أشير أخيرا الى أن عديد الوزراء في حكومة الفخفاخ وبغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية قد أثبتوا جرأة وجدارة تخولهم لمواصلة العمل الذي انطلقوا فيه ضمن حكومة المشيشي القادمة. كما أنبه السيد المشيشي ولا أخاله غافلا، من المستشارين برتبة «الوسواسين الخناسين»، الذين لا يقدرون حقيقة الأزمة والأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية الخطيرة التي تمر بها البلاد، عبر دفعهم للاقصاء والتقسيم عوض التجميع و التوحيد بغض النظر عن الاختلافات الفكرية و الأيديولوجية التي علينا تركها جانبا في الفترة القادمة.