عندما تقرأ تعليقات بعض أو قل غالبية من ينتقدون مضمون مسرحية لطفي العبدلي ، فانك ستفهم حتما أن القضية ليست كما يدعي و يروج هؤلاء في كونها متعلقة بالأخلاق و احترام المرأة التونسية أو الذوق العام ، بل هي أساسا مسألة تعامل سياسي ومرجعية "بافلوفية' راسخة تكرر نفسها تجاه الرأي المخالف و الفكر الحر ، سادتي القراء و المتابعين ، بالله عليكم ، كيف لمن يسب و يشتم و يهتك الأعراض أن يطالب بأخلقة الفن و بالرقي و السمو الى أعلى الدرجات ! كيف لمن ينعت لطفي العبدلي أو من يدافع عن حريته بأبشع النعوت أن يقدم دروسا في الرفعة و المستوى الحضاري ! هؤلاء لا يكفيهم على ما يبدو غباؤهم السياسي عبر خدمتهم ليلا نهارا لحركة النهضة ، بل يصرون على الابداع فيه عبر تعاملهم الهمجي و العنيف و المتخلف مع سخرية فنان كان يمكن أن تمر مرور الكرام أو بالعكس أن تخدم تيار ما يسمى بالدستوري الحر عبر الترويج له أو خلق موجة تعاطف واسعة مع زعيمته المعنية بالمسرحية ! ماذا فعلوا لشدة غبائهم مرة أخرى : أخرجوا لنا و ذكرونا في وجه قبيح و قوس من التاريخ ضربت فيه الحريات و انتهكت فيه الأعراض ، استفز و وحد كل معارضيهم على ضرورة اليقظة و التصدي لكل من يحاول المساس بالحريات الفردية أو الجماعية أو مجرد الحلم أو الوهم بالانتكاسة و العودة الى الوراء .