وهذا صوت آخر من أصوات الصحافة الوطنية يختطفه منا الموت ويسكته السكوت الأبدي …إنه صالح الدريدي صاحب جريدة "القنال" التي كثيرا ما عبرت عن الوطن من خلال التعبير عن بنزرت ...وصالح الدريدي شغوف بالصحافة ومحب ل«هبلة» الحبر والورق والعرق والغرق ...لم تكن رحلته عبر الورق سهلة ولا يسيرة ولكنها كانت موفقة ومتميزة ...واستطاع بجريدته الجهوية أن يكون صاحب بصمة سيسجلها تاريخ الصحافة الوطنية ...كانت "القنال " جريدة بورقيبية ...وجريدة وطنية دستورية ...وجريدة متنوعة لا يقف محتواها عند بنزرت ...فهي جهوية من حيث مكان الصدور ...شاملة في محتواها ...وكان الدريدي ينفق عليها بسخاء فهي غير مربحة تجاريا ومداخيلها لا تغطي حتى مصاريفها ...ولكنها «البلية» التي لا يعرفها إلا من يكابدها ...رحم الله الصديق والزميل العزيز صالح الدريدي ونسأل الله ان يسكنه فراديس جنانه ونعزي اهله وذويه وكل افراد العائلة الصحفية وإنا لله وإنا اليه راجعون..