لو إنتبهتم قليلا للاحظتم مدى عمق ووضوح و تعفّن مكامن إصابات بعض أشباه "المشاهير" بأدواء الغرور و الريّاء و حبّ النّفس و نكران الجميل و قلّة الوفاء ! لو إنتبهتم قليلا لتجلّت لأبصاركم تلك المشاهد الصّارخة الفاضحة و صُدِمت أسماعكم بغرابة و صلَف هذه "الأرْهُط الفنّية" المتعالية المغرورة المتعملقة المضحكة التّافهة.... تتميّز هذه المشاهد عادة بإلقاء منشّط "المنوّحة" ، واقفا، كلمة ترحيب عريضة طويلة مُشْبَعة بكلّ ما يمكن إقتباسه من قاموس الإطراء و الثّناء و المدح و السّرد الممجوج لمناقب و ألقاب و "فتوحات" ضيفته أو ضيفه الفنّية الخارقة "المكوكية" الكونية.... ثمّ تبرز "نجمتنا" الملائكية من خلف السّتار المشَعْشع الخلّاب وهي تتمشّى في دَلَع فيّاض كأنّها بطّة حامل في يومها الأخير ، تشاهدها وهي متّجهة نحو "صالون التّصريحات" والقاعة تكاد تهتزّ بتهليل و تصفيق الجمهور "المأجور" المكلّف بمهمّة التّرحاب المَدْوي عند إشارة مساعد المخرج ، تتلوّى بدلع مصطنع مبالغ فيه و تَرَسُّل غير عادي وحذر واضح ، خوفا من التّعثّر ثمّ السّقوط على أرضية ذلك الممشى الرّتبة الزّلقة المخصّصة للضّيوف.... إلى حدّ الآن ... الأمر يمكن قبوله مع قليل من الإمتعاض و التّغاضي و الصّبر.. لكن عندما تصرّح "بطّطنا" بأنّ لها عملا جديدا دون ذكر إسم الشّاعر و الملحّن و الموزّع و المخرج الذي هندس و صوّر الأغنية، فيصبح ذلك أمرا لا يُطاق و لا يُهضَّم و لا يُغفر.... فهذه المغرورة المنفوشة "النّابغة" تعمّدت ،حتما، تناسي هؤلاء و كأنّ لسان حالها يقول : " أنا... ثمّ أنا..ثمّ أنا... و لا أحد قبلي و لا بعدي و لا حولي و لا مثلي "!!! هي كلّ شئ .. هي الشّاعرة و الملحّنة و الموزّعة و المخرجة و المنتجة!!! و عندما يُطلَب منها تقديم عملها الجديد ، تقول : "هذه أغنية هذّبتها فأصبحت أغنيتي!" ثمّ تفاجئنا بِ"قْالو زيني عامل حالة.. امّالا لا..." أو بِ" قْدِّك بابور صالحة" شيء مقرف... أليس كذلك؟.....