طوّر باحثون نموذجا نظريا يمكن أن يسمح بمشاركة جهاز تنفس واحد من قبل مريضين، ما يخفف الضغط على أقسام العناية المركزة في المستشفيات حول العالم أثناء محاربة جائحة "كوفيد-19". وفي وقت مبكر من عام 2020، مع انتشار جائحة فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، أصيبت حكومات بالذعر من احتمال عدم وجود أجهزة تنفس كافية لمرضى "كوفيد-19" في وحدات العناية المركزة. والآن، يزعم علماء من "كينغز كوليدج" لندن وإمبريال كوليدج، أنهم طوروا وسيلة نظرية يمكن من خلالها لمريضين أن يتشاركا بأمان جهاز التنفس الصناعي، وذلك بفضل عوامل تخفيف المخاطر مثل المقاومة المتغيرة والصمامات أحادية الاتجاه. ونظرا لأن المرضى المصابين بأمراض خطيرة يحتاجون إلى ضغط فردي وحجم تدفق هواء، فريد لكل شخص وظروفه الخاصة، ينبغي التحكم في الحجم المعطى لكل مريض بشكل مستقل للحفاظ على استقراره. وكشفت الدراسة المنشورة في Royal Society Open Science، أن النظام المقترح سيعمل بطريقة عمل الدائرة الكهربائية نفسها. وسيشمل مقاومات متغيرة وصمامات أحادية الاتجاه تضاف إلى مسارات الاستنشاق والزفير لدائرة جهاز التنفس الصناعي لكل مريض. وعلاوة على ذلك، يعتقد الفريق المشترك أن النظام قد يكون له ذات يوم آثار بعيدة المدى على طب الطوارئ خارج الوباء الحالي. وقال المعد المشارك للدراسة، الدكتور بيتر فينسنت، من قسم إمبريال للملاحة الجوية: "بخلاف وباء "كوفيد -19"، يمكن أن يكون النهج مفيدا في مجموعة من السيناريوهات المتطرفة الأخرى، مثل التعامل مع قيود القدرة المفاجئة للكوارث الحادة أو في سياق ميدان المعركة العسكرية". ومع ذلك، حذروا من أن جهاز التنفس الصناعي المعدل ينبغي استخدامه فقط في أكثر الظروف قسوة، "كملاذ أخير". ويسعى الفريق الآن للحصول على تعليقات من المجتمع الطبي والعلمي الدولي، قبل تجارب اختبار فعالية التصميم. وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت مجموعة من منظمات الرعاية التنفسية والرعاية الحرجة، بيانا مشتركا يحذر من محاولة مشاركة أجهزة التنفس الصناعي مع المعدات الحالية. وأشاروا إلى ارتفاع معدل الوفيات بنسبة 40-60%، في أفضل السيناريوهات التي تعالج مرضى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، زاعمين أنه بالنظر إلى العدد الكبير من حالات عدم اليقين التي ما تزال قائمة بشأن "كوفيد-19"، يمكن زيادة معدل الوفيات إذا شوركت أجهزة التنفس الصناعي.
