لقد اطلعت على فحوى ومضمون الخطة التي ضبطتها وزارة التربية قبل العودة المدرسية لمقاومة فيروس كورونا بصفة حازمة جدية فرأيت أن أوجه الى هذه الوزارة بعض الاسئلة الضرورية وبعض التحذير عملا بتلك الحكمة التونسية (من فم ولا من قاع البير) واول هذه الاسئلة يقول لماذا لم تضبط الوزارة بروتوكولا خاصا بدورات المياه في المدارس والمعاهد فهل ستتركها مفتوحة للاستعمال ام ستغلقها كما اغلقت جارتها وزارة الشؤون الدينية في بروتوكولها الصحي السابق الميضات؟ واذا كان الشأن ينصرف الى الاحتمال الأول وهو الأرجح حسب فحوى فصول خطتها الوقائية افلا تخشى والحالة تلك ان تصبح دورات المياه مرتعا ومنبعا خصبا لهذه العدوى الوبائية الكورونية؟ اما اذا جنحت الى اغلاقها فكيف سيقضي التلاميذ حاجتهم في تحجيرها ومنعها وغيابها ؟ ام ستتخذ الوزارة حلا وسطا يبيح استعمالها بشروط صحية غفلت عن ذكرها في خطتها الوقائية؟ وثاني هذه الأسئلة فيقول لماذا لم تذكر الوزارة ولم تنص في خطتها الوقائية الصحية على مسالة التباعد الجسدي الضرورية في كل اماكن التجمعات البشرية؟ وثالث هذه الاسئلة يتعلق بمدى ثقة وزارة التربية في قدرة التلاميذ على تحمل الكمامات طوال ساعات الدرس او ساعات بقائهم في المدارس التي قد تصل في معدلها يوميا الى اكثر من خمس ساعات هذا اضافة الى الوقت الذي يخصصونه صباحا ومساء في امتطاء انواع الموصلات؟ ورابع هذه الأسئلة فيقول هل ستتخلص الوزارة من الطاولات الثنائية المشتركة بين التلاميذ في الأقسام و ستمنع استعمال هذا النوع منها وتعويضعها بطاولات فردية خاصة لكل التلاميذ والتلميذات ام ستترك الأمر كما هو عليه دون ان تقرا ما لهذا النوع منها من خطر نشر العدوى الوبائية في ما ضبطته في خطتها الوقائية من الحسابات؟ إنني أحذر وانني انذر منذ الآن وزارة التربية من مغبة الغفلة وعدم اخذ الحيطة اللازمة من كل هذه الثغرات التي قد تجعل خطتها الوقائية ناقصة مبتورة بل مجرد حبر على ورق ولا تجدي نفعا في مقاومة هذا الوباء القوي الذي اكتسح بلادنا واصابها بالخوف والجزع والأرق كما لا يفوتني ان اوصي وزارة التربية بضرورة تخصيص فريق صحي خاص بكل مدرسة ومعهد مستعينة في ذلك بجارتها وزارة الصحة و الا تعهد بهذه المهمة الى القيمين حدهم الذين يصعب عليهم والحق يقال تطبيق هذه الخطة الوقائية اضافة الى ماهم مكلفون به من مهام اخرى ادارية وتربوية وهذا امر ثابت مجرب وواضح مبين للذين للهم دراية بشؤون الحياة المدرسية واخيرا رحم الله ذلك القائل الحكيم الأريب الذي قال يوما قولا نافعا نافذا صادقا مصيبا (اسال مجربا ولا تسال طبيبا) كما نترحم ايضا على ذلك الحكيم الذي جرب فقال قولا لا يخلو من الافادة والانتفاع (اذا اردت ان تطاع فامر بما يستطاع) ومهما يكن من امر ومهما يكن من حال فاننا نرجو ان تكون السنة الدراسية الجديدة سنة مباركة مفيدة سليمة من كل وباء وفي حماية وحفظ رب الأرض ورب السماء