قلمي مريض منذ فترة أصابته نار الغيرة منذ ظهر الحاسوب وتحديدا لوحة الحروف المعروفة بالكلافيي (clavier) وكيف لا يصاب بالغيرة ولا يجنّ جنونه وأنا صرت أتركه لأكتب بلوحة الحروف والحاسوب في الكثير من الاحيان.. علاقتي بالقلم تمتد الى بداية رحلتي مع الحروف والكتابة فكيف لحاسوب أن يأخذ منّي قلمي رفيق الدرب أو يعوّضه. والواقع أني لم أتخلّ عن قلمي ولن أتخل عنه مهما تطوّرت التكنولوجيا وتعددت وسائلها وأساليبها. إنني حين أكتب مقالاتي وغيرها بواسطة الحاسوب لا أحسّ بتفاعل ولا بحركية على عكس الكتابة بالقلم.. فحين أكبت بهذا الأخير أتحوّل الى كتلة من الاحاسيس والمشاعر حتى أشعر أن قلمي يتمم فكرة بدأتها فينساب الحبر على الورق وتتداعى الكلمات.. أمام الحاسوب احسّ عملية الكتابة مادية بحتة لا دخل فيها للأحاسيس والتعابير وأشعر أن الحاسوب ينتظر لينفّذ دون أن يفيدني بشيء أما القلم فهو رمز للتعبير وهو رمز للحرية به خطّ الكتابة والشعراء أحلى كتاباتهم وقصائدهم. لذلك لن أتخلّى عنك أيها القلم العزيز قد يتغيّر في الاقلام الشكل ولكن الجوهر باق وسأظلّ دائم الوفاء لك يا رمز الكلمة الحرة.