دأبت دار الثقافة السليمانية على عدد من العروض الفنية الى جانب مختلف الأنشطة الثقافية التي تعود لفعاليات و جمعيات منها "جمعية إبن عرفة " العريقة ما أتاح لأحباء هذا المكان العتيق بقلب المدينةالتونسية القديمة فرصة الحضور و المشاركات الى جانب عدد من رواد الفضاء و انخراط الكثير من الطلبة والتلاميذ وغيرهم .في هذا السياق يتواصل بفضاءات السليمانية بادارة الأستاذ صابر قاقي المعرض الخاص بالفن التشكيلي " لقاء " للفنلنين محمد الرقيق و أمال الزعيم و الذي تم افتتاحه يوم 2 نوفمبر الجاري ليتواصل إلى غاية يوم 18 من الشهر ذاته ..لوحات متعددة للفنانة آمال الزعيم التيتواصل ضمنها دأبها مع الألوان تبثها في العمل الفني ترتجي تشكيل صوتها و بكل ما أوتيت من جهد و قوى و صبر و انتظارات حيث الساحة الفنية التشكيلية واحة غناء فيها شتى التعبيرات و الاجتهادات و الأحلام .الألوان لديها على مواعيد مع الروح حيث الأصفر و الأزرق و الأحمر و الأسود...بمثابة عناوين متحركة في فضاء اللوحة في ضرب من الابحار عميقا في شواسع الكينونة تحيلنا أحيانا على كون أمواج في تعبير فني عن الذات و أمزجتها و ما ترنو اليه فضلا عن الوجيعة التي هي دافع آخر للعمل الفني ..أعمال أخرى في تجربتها منها الاهتمام بعالم الحرقة و لعبة الكراسي و مآلاتها و من ذلك تعدد الطرائق التعبيرية و المحامل لنجد اللوحات و الأعمال التي بها حالات هلاك تأخذ اطارا آخر تخيرته الفنانة وفق درجة تفاعل مختلفة من قبل المتقبل و زائر المعرض و المطلع على الأعمال .في تجربتها معارض مختلفة و مشاركات عديدة هي في سياق العمل الذي تخيرته و تجتهد ضمنه لتقدم فنها للجمهور الذي يمضي مع الأعمال مسافرا و مسائلا و ناقدا فالعمل الفني بالنهاية هو نابع من ذات و ذاهب الى ذوات مشحونة بالنظر و الأسئلة ..لوحات الفنان محمد الرقيق متنوعة في هذا المعرض و هي من صميم المدينة و المشاهد الحافة بها ..و قد برزت المدينة بذات النمط الفني الذي تخيره لها الفنان محمد الرقيق ضمن تجربته لأكثر من ثلاثة عقود فبحيز من تجريدية الحال تماهى الرقيق مع المدينة باعتبارها حاضنة ثقافية و ذاكرة و مجال للقول بالعراقة و أصالة الأشياء..و هكذا تظل المدينة بعطورها و أصواتها و ضجيجها و تفاصيلها و مشهديته و.... مجالا شاسعا للفنان التشكيلي محمد الرقيق الذي عاش فيها و صارت له معها حكايات شتى بث منها شيئا قليلا في أعماله حيث المسيرة لديه مفتوحة على حالات متعددة من الوجد و الحنين و هو ما جعله يسافر في هذه المدونة الحياتية للمدينة ليبرز منها حيزا من أعماله كل سنة و خلال شهر التراث تحديدا من خلال معرض خاص عادة ما يكون بمدينة تونس التي هام بها فمنحته بعض أسرارها القديمة المتجددة في اللون و في التفاصيل..معرض لفنانين تونسيين ضمن المشهد التشكيلي تحتفي به السليمانية في بدايات هذا الموسم الثقافي الجديد و مع برامج ثقافية و مواعيد قادمة تتعدد فيها الفنون و الآداب و الابداعات.