مسألة تصريحات السيد فرحات الراجحي الاخيرة قد تحولت أو كادت الى قضية رأي عام ولقد استحوذت على اهتمام الجميع في المدة الأخيرة بطريقة قد بدت لنا وللمتابعين مبالغ فيها بدرجة كبيرة وكبيرة جدا.. الغريب أن مثيري هذه المسألة قد تمسكوا بما قاله الرجل حول المؤسسة العسكرية وأهملوا البقية رغم ما صرح به بعد ذلك من كلام يؤكد احترامه لهذه المؤسسة وعدم نيته المس منها.. ورغم أنه قد قال صراحة بأن الجيش الوطني وخاصة السيد رشيد عمّار قد انقذ حياته يوم حاول بعضهم الاعتداء عليه داخل مقر وزارة الداخلية. الحقيقة أن هذه المسألة قد كان يمكن تجاوزها باعتبار تأثيراتها المنتظرة على الجو العام بالبلاد ونظرا لما قد يخلفه التمسك المبالغ فيه بها من توترات لعلنا بغير حاجة لها اليوم بالذات. وسوف أدعي أنني لا أشك في قدرة.. مثيريها.. والعازمين على مزيد تطويرها على فعل ذلك وعلى الاكتفاء باعتبارها قد مثلت مجرّد حالة عابرة ناجمة عن رغبة صاحبها في الادلاء برأيه أو بما يخامره في إطار حسن استغلاله لما أصبحنا ننعم به من حرية التعبير. أقول هذا.. لأنني أدرك جيّدا ولأن الناس يدركون مثلي بدون شك بأن الذين تمكنوا بنجاح من اخفاء الحقيقة الكاملة حول الجماعة الذين أجرموا في حق الوطن بواسطة تمويلهم للأطفال الذين أسهموا في الاعتداءات الأخيرة التي تشهدها بعض مناطقنا رغم معرفتهم الجيدة بهم ولهم.. هؤلاء قد لا يصعب عليهم في إطار محاولتهم تهدئة الاجواء على الأقل غلق ملف تصريحات السيد الراجحي.. والمرور بعد ذلك الى الافيد والى الاهم وعليه فإننا نقول لهم بكل لطف: سيب صالح واهتموا بالصحيح قبل أن يهزه الريح.