لازالت تصريحات وزير الداخلية السابق ورئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان فرحات الراجحي محور حديث الشارع التونسي. وإن اختلفت المواقف في خصوص ما ادعاه الراجحي وخاصة في ما يتعلق بجهة الساحل التونسي... حوار الراجحي فيه الكثير من الغموض ويطرح عدّة تساؤلات لا أحد يملك اجابتها غيره هذا طبعا إن ثبتت صحة ادعاءاته... لكن حديثه آثار حفيظة عدد كبير من أبناء ولايات الساحل التونسي. فهل قصد السيد فرحات الراجحي تأليب بقية الجهات على جهة الساحل؟ سؤال كذلك لا يمكن لأحد أن يجيب عنه غير المعني بالأمر الذي أكد عبر موجات إذاعة اكسبراس وعيه الكامل بما صرح به ثم غير موقفه على قناة حنبعل وأكد أنهم خدعوه وما قاله لم يكن إلا مجرد تخمينات ودردشة لا صلة لها بموقفه الرسمي. تصريح الراجحي أيضا كان سببا في إحداث صفحات على موقع «فايس بوك» تطالب بالتظاهر يوم غد الأحد في كل مدن الساحل والمطالبة بمحاسبته لعنصريته تجاه الجهة... لقد مكنتنا الثورة التي لم نحتفل بها بعد من وقوف كل أبناء هذا الوطن صفا واحدا واتحادهم وتحاببهم وهي الأسلحة التي قهرت الطاغية وأجبرته على الهروب من البلاد... فهل سيضيع هذا المكسب الكبير؟ لكن ما يثلج الصدور تعاليق كثيرة تدعو الى اليقظة مثل «كلنا واحد: لا للجهويات» ولا للفتن كلنا أبناء هذا الوطن... «الشروق» خرجت الى الشارع في الساحل لنقل آراء الناس هنا اضافة الى آراء عدد من الوجوه الفنية في هذا الريبورتاج. علي بن يحيى: كلام لا مسؤول من وزير سابق تصريحات السيد فرحات الراجحي لا مسؤولة وشخصيا أستغرب مثل هذا الكلام من رجل قانون ووزير سابق للداخلية في هذا الظرف الذي تستعد فيه البلاد لانتخابات المجلس التأسيسي. فتونس في حاجة الى تهدئة الأجواء لضمان انتقال ديمقراطي نتمناه... كذلك تصريح السيد الراجحي أجج النعرات الجهوية فكل أبناء هذا الوطن سواسية فماذا يمتاز المواطن العادي في الساحل على شقيقه في المناطق الأخرى. كذلك أؤكد أن في معهد ثانوي بسوسة تفوق نسبة التلاميذ من أبناء بقية الجهات نسبة التلاميذ من أبناء الساحل ولا تلاحظ أي فرق بينهم جميعا كذلك هناك عدد كبير من الاطارات في الساحل أصيلو المناطق الداخلية وكلام وزير الداخلية السابق قد يؤدي الى أزمة حقيقية تتمثل في الفتنة الجهوية. سليم بن ذياب: تونس فوق الجميع تونس للجميع وفوق كل المصالح بناها رجال من كل المناطق والساحل التونسي أنجب عدّة أبطال يحفظهم التاريخ. وما صرّح به السيد فرحات الراجحي مسّ كل المنطقة باتهامها بالتآمر على الثورة وبالتالي سيشعل فتيل فتنة بين منطقة الساحل وبقية المناطق وهذا اعتداء على البلاد والعباد. منصف نعيجة: غموض وخطابه لم يتغير تصريح السيد فرحات الراجحي غامض ولم يقدم أدلة تثبت ما قاله وهو ما يفسر التأويلات العديدة التي حبكها الشارع في كل المناطق في وقت كان من المفروض أن يسعى الجميع الى توفير الهدوء قبل أن نحدّد مصيرنا يوم 24 جويلية المقبل... فالأمور السياسية لا بدّ أن تكون من مشمولات المختصين... شخصيا أعتبر كلام السيد فرحات الراجحي يهمه وحده وهو المسؤول على كل كلمة صرح بها وأعتقد أن خطابه الأخير لا يختلف كثيرا عن خطابه عندما كان وزيرا. أحمد غديرة: تطاول على الجيش اتهم السيد فرحات الراجحي عدّة أطراف في حديثه أولها الجيش الوطني وقائد الأركان الجنرال رشيد عمار الذي يعرف الجميع مدى صدقه ونزاهته وكيف رفض اطلاق النار على المتظاهرين. هذا التصريح أشعل الفتنة في البلاد الى درجة أن الاحتجاجات على الحكومة المؤقتة عادت من جديد، لكن هذه المرة كانت أكثر حدّة ورافقتها النعرات الجهوية. معز برك اللّه: لماذا تغير خطاب الراجحي؟ حديث وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي تكريس للجهويات، وهذا لا يتماشى مع المبادئ الديمقراطية التي يسعى لها كل تونسي. الراجحي تكلم عن مخطط «السواحلية» مع الجنرال رشيد عمار وهنا أسئلة لماذا لم يقبل الجنرال الانقلاب على الحكم في فترة الانفلات الأمني الكبير وعندما كانت شعبيته رهيبة. كذلك أقول للسيد الراجحي لماذا كنت تمدح الجيش وقائده خاصة في حادثة اقتحام وزارة الداخلية وسرقة نظاراتك ومعطفك وهاتفك؟ ولماذا تغير كلامك الآن والجيش الذي حمى البلاد ولا يزال لا يمكن لأحد أن يشكك في وطنيته وغيرته على الدولة. عصام الدين عمار: نقمة على الساحل يبدو من تصريح السيد فرحات الراجحي نقمة على جهة الساحل. فبماذا نفسر سعيه لاشعال فتنة جهوية بينه وبين مختلف مدن البلاد. إعداد: طارق المجريسي ورضوان شبيل