مرة اخرى أجدني اتالم واتكلم واصرخ في الامة العربية صرخة مدوية عالية قوية لاقول لها هل نسيت اليوم العالمي للغتك العربية القرانية؟ الا تستحق هذه اللغة ان تقيمي لها مهرجانا ثابت الاركان مدويا في كل بلاد عربية تدعي انها متمسكة بلغة التنزيل ولغة القران؟ لكن يبدو ان العرب خرجوا منذ مدة ليست بالقصيرة من حركة ومن مسارالتاريخ واصبحوا يعيشون حالة غيبوبة مطولة وهم عالة على غيرهم ولم يعد ينفعهم اي نداء ولم يعد يحركهم او يوقظهم اي صياح واي صريخ وكيف لا يكون هذا الكلام وهذا العتاب صحيحا في صحيح وامة العرب مرت بيوم لغتها العالمي التي رفع الله شانها في العالمين وزادها فخرا وعزا ولكننا لم نسمع لها دويا ولم تحس بها الأمم الأخرى ولم تشهد لها رنة ولا ضجيجا ولا ركزا؟ وكيف لا يكون هذا الكلام صحيحا ولم نسمع لادباء ولم نقرا لشعراء هذه الأمة في هذا اليوم وفي هذا الاحتفال اليوم شعرا بليغا جديدا ولا نثرا عميقا سديدا؟ وكيف لا يكون هذا الكلام صحيحا ولم نعد نسمع تلاميذ وطلبة هذه السنوات الأخيرة يحفظون ويذكرون ما قاله شاعر لبنان حليم بن ابراهيم جيريس دموس في مدح وانصاف هذه اللغة العربية ويتعللون ويعتذرون بانهم لم يسمعوا باسم هذا الشاعر فيما قرؤوه من برامج اللغة العربية لا في المرحلة الابتدائية ولا في المرحلة الثانوية ولا في المرحلة الجامعية وانهم لم يسمعوا معلميهم واساتذتهم يذكرون شيئا عن هذه الرائعة الخالدة من روائع ما قيل في مدح اللغة العربية ؟..انني لا اجد في هذا اليوم والحالة تلك كما كتبت وكما وضحت ما يسلني وما يعزيني الا بعض ذكريات الصبا والشباب عندما كنت اترنم واتغنى من القلب ومن الصميم بقصيد هذا الشاعر اللبناني العظيم رحمه الله وغفر له ولنا يوم الحساب ويوم المعاد واقول واردد بين اصحابي وأترابي وانا منتشي نشوة لا يعلم الا الله وحده حدودها وغايتها ومداها ومنتهاها و متبخترا تبختر الفارس الذي يصول ويجول بين الفرسان ويزهو ويتباهى لا تلمني في هواها انا لا اهوى سواها لست وحدي افتديها كلنا اليوم فداها نزلت في كل نفس وتمشت في دماها فبها الأم تغنت وبها الوالد فاها وبها الفن تجلى وبها العلم تباهى كلما مر زمان زادها مدحا وجاها لغة الأجداد هذي رفع الله لواها فاعيدوا يا بنيها نهضة نحن رجاها لم يمت شعبا تفانى في هواها واصطفاها زادها القران عزا فتدلت من جناها لغتي بحر فسيح موجة الشعر حواها ذلك ما قاله ذلك الشاعر في ذلك الزمان البعيد الفاني اما لو انه عاش اليوم بيننا وراى حال اللغة العربية الجديد بين اهلها وذويها وهي تقاسي ما تقاسي و تعاني ما تعاني من البؤس والذل والهوان لراجع بلا شك كثيرا من عقائده ومن اقواله ولعله سيقول وسيتساءل وهو في غاية الدهشة والذهول اين اليوم من يفدون بحق وصدق اللغة العربية ويفنون في هواها؟ واين ذهبت روحها ومتى اهدرت دماها ؟ وهل مازال الآباء والامهات يتغنون بها امام ابنائهم كسالف الأعوام وسالف السنوات ام اصبحوا يتغنون بغيرها وسواها؟ وهل مازال علماء العرب يتباهون بلغتهم العربية في الشرق والغرب؟ وهل مازال العرب يرون حقا بكل ثقة وبكل مصداقية ان بقاءهم ووجودهم على هذه الارض مقترنا ومشروطا ببقاء اللغة العربية؟ وهل مازال العرب يرون ان لغتهم بحر متلاطم فسيح ام اصبحوا يرونها ويشبهونها بغدير صغير عقيم شحيح؟ اجيبوني ايها المجيبون يا اهل الهدى ويا اهل الرشاد او فاتركوني اقول ما قاله ذلك العربي وقد يئس من رد ومن استجابة ومن اقناع كل رائح وكل غادي (لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي)