تزامنا مع عطلة الشّتاء بادر صاحب دكّان لبيع الكتب القديمة بمدينة صفاقس بالتّخفيض في أسعار كتبه وفسح المجال لمن يرغب في ذلك بتبادل الكتب بمحيط دكّانه الذي يقع بوسط المدينة. وقد شهدت هذه البادرة نجاحا ملفتا للانتباه لم يكن يتوقّعه حتّى صاحب الدكّان نفسه. أعداد كبيرة من التّلاميذ والطّلبة وغيرهم من "عشّاق" الكتاب توافدوا يوميّا على المكان، متحدّين الكورونا، لتصفّح الكتب المعروضة واقتناء الكتب التي يختارونها بأسعار رمزية إلى جانب تبادل الكتب مع غيرهم من المولعين بالمطالعة. هذه البادرة أكّدت أنّ الكتاب في صفاقس لم "يمت" ولا يزال يحظى بمكانة لا يستهان بها رغم غزو الإنترنات ووسائل الاتّصال وشبكات التّواصل الاجتماعي لعالمنا، وما نتج عن هذا الغزو من عزوف عن شراء الكتب وعن المطالعة لدى الغالبية السّاحقة من أطفالنا وشبابنا، وحتّى في أوساط الكهول والشّيوخ. محمّد كمّون