…الأستاذ الشيخ صلاح الدين المستاوي يكتب ويتحدث عن تاريخ إصلاح التربية الإسلامية، وأنا طالعت وأطالع ما يكتب، ولذلك رأيت أن أضيف إليه بما رأيت نشره للتاريخ يفيد…. ما تم توحيد التعليم وانتهى التعليم الزيتوني بصوره وشكله وأصله وفرعه، وقسم التعليم الثانوي إلى شُعب، وكل شُعبة تؤهل تلاميذها للكلية المناسبة من التعليم العالي، ولما بعثت الجامعة الزيتونية طلب أهل الذكر وطالبوا ببعث شعبة إسلامية في التعليم الثانوي تؤهل تلاميذها للجامعة الزيتونية…بقي الطلب سنوات ولم يُنفذ إلا في أواخر السبعينات…لكن كيف نفذ؟…صورة مهزوزة وعجيبة وغريبة…فقد فتحت وزارة التربية الباب لتلاميذ شعبة الآداب من التعليم الثانوي الحق في دروس إسلامية دينية خاصة مضافة إلى دروسهم الأصلية، والدروس تقدم في معاهد معينة فتلاميذ معاهد الجنوب لا يتلقون هذه الدروس إلا في المعهد الثانوي الهادي شاكر بصفاقس…ولمن كان في مدنين أو في قابس…مثلا …الحق في طلب النقلة….فكم أقبل على هذه الدروس أو ما نسمية شعبة إسلامية؟…كانوا أربعة فقط…فقط…وكنت أنا المكلف بالتدريس، وكنت أتصور أن باب التعليم العالي فتح لهم خاصة عند التوجيه….ولكن لما التقيت بوزير التعليم العالي والبحث العلمي المرحوم عبد العزيز بن ضياء، وحادثته في الموضوع أعلمني بأنه لا علم له بهذه الشعبة في التعليم الثانوي…لذلك رفضها التلاميذ وقتلت في المهد …