هي الذاكرة في هذا العمرالعجيب تحضر وتغيب .. تخطئ وتصيب و" تهز وتجيب ".. وتساوي بين البعيد والقريب هي كذلك في هذا العمر العجيب ..القريب من الشيخوخة الثانية او الثالثة .. ونحن قد تجاوزنا سن اليأس ألذكوري منذ سنين ..ولذا قد يخطئ كلامنا منحى الصواب او حسن التصويب وربما يصيب القريب والبعيد بنيران صديقة .. والله اسأل الّا اصيب احدا ولو ببارود كذاب او كاذب ..لكن اعترف بان سيطرتي على قلمي اصبحت هشة ...حتى لو قدمته لفحص عاجل من امهر دكاترة اللغة ...وأتوجس خيفة منه ومن هروبه من سلطاني الوطني وسطوتي الديمقراطية ...ويكلفني بالتالي ما لا أتحمله واوله – نار الفراق-... ولذا أسائلكم دوما معذرة وتفهما فقلمي يقدّر ما كان يفعله تحت سيادتي الديمقراطية الرائدة..ولكن احسست بان هروبه من يدي المرتعشة ربما يكون سعيه الى التجربة الديمقراطية التي ربيته عليها منذ نعومة تفكيري ..لقد تجاذبنا كل الحوارات الممكنة .. في الاتجاه المعاكس وفي جميع الاتجاهات ..لانني اؤمن بحوار الحضارات ومتشبع باصول الديمقراطية وباصول حرية المعتقد والفكر والرأي ..وعلمي ان الاختلاف لا يفسد للود قضية...واعترف ان الشكيمة التي كانت بيدي احسست بانها تقطعت في مفترق الايديولجيات العصرية الضبابية ...وبقدر ما انا لم احاول ان اعيدها الى سالف طريقها السوي وارممها بقدر ما هرب بها قلمي ..ليجرب حزبه الجديد في صحراء التجاذبات الفكرية العصرية...ما اؤمن به حتى النخاع والاقناع والاشباع بحكم جلدي وخبرتي الدهرية..وانا المتشبع بتاريخ العارفين والعلماء والصالحين من جهابذة هذا القرن وسابقه الغارقين في الحكمة والمعرفة واصول الدين ..هو انني سابقى دوما انتظره في احلامي وفي يقظتي ..لانني اعرف ان مغناطيسي الفكري سوف يبقى نبراسه مهما غير الاتجاهات ...واعرف انه لن يصل الى الخروج من مجال جاذبيتي وسوف يعود كما سبق وهنيئا له التجربة الجديدة بعيدا عن اسوار ايديوليجيتي الصامدة ..وسوف يعلم علم اليقين ان حبره من دمي ...