خلال إلقاء محاضرة علمية في رابطة تونس للثقافة والتعدد حول موضوع " الداعيات المسلمات قراءة جندرية " بعد ظهر يوم السبت 8 أفريل الجاري قالت الباحثة الدكتورة أمال قرامي أنها لا تحبذ استعمال مصطلح النوع الاجتماعي الذي أدى استعماله إلى الحياد بجوهر قضية المساواة بين الرجل والمرأة نحو قضايا أخرى ملتبسة من أجل ذلك فهي تخير استعمال مصطلح " الجندر " الذي يفيد مجموع الفروق التي تكرسها الثقافة وتجعل من مكانة الفرد في المجتمع لا تتحدد بنوع الجنس وإنما مكانة الفرد الاجتماعية هي التي تحدد مكانته في المجتمع سواء كان ذكرا أو أنثى بما يعني أن الفروق الموجودة بين الجنسين تكرسها الثقافة المهيمنة والمطبقة في المجتمع فالنشأة هي التي تجعل أدوارا خاصة بالنساء وأخرى بالرجال. وأضافت أنها من خلال دراستها لموضوع الداعيات المسلمات اللاتي يقدمنا برامج دينية في الفضائيات العربية توصلت إلى نتائج مهمة أهمها أن هؤلاء الداعيات سواء كن من جيل التأسيس أو من الجيل الحالي فقد تمكن من خلال توظيف مفهوم الجندر من اثبات أنفسهن وقدرتهن على تأثيث برامج دينية كانت إلى وقت قريب حكرا على الرجال بطريقة جلبت لهن الشهرة والريادة وقد ظهرت في السنوات الأخيرة كتابات نسوية تحاول أسلمة الجندر وتحاول توظيف هذا المصطلح الوافد من الغرب في تغيير الواقع المجحف بحق النساء وتركيز استراتيجية إصلاحية تهدف إلى تغيير بنى المجتمع واعتبرت أن تجربة الداعيات المسلمات هي تجربة مهمة في مسار اكتساب المزيد من الحقوق للمرأة العربية وتغيير واقعها المحكوم بعقلية ذكورية أضرت كثيرا بدورها في المجتمع وهي تجربة تستحق كذلك الاهتمام للوقوف على مدى نجاح المرأة في اقتحام ميادين جعل منها المجتمع حكرا على الرجال.