إتسعت جوقة الفلكلوريين بشكل مثير للسخرية وأصبحت تضم كل من هب ودب ، من أدعياء دين إرتدوا الجباب وعقلوا رؤوسهم وتصدروا المنابر للإفتاء في شؤون الناس حتى السياسية منها وهم لا يملكون أي مؤهل علمي معترف به ويمكنهم من إتيان هذا السلوك الذي يتنافى مع كل القيم والقوانين والتشريعات ، وبعضهم لم يتجاوز مستواهم المرحلة الإبتدائية من التعليم !!!! إنه تيار خطير هذا الذي يعصف بالبلاد ويحولها إلى ساحة واسعة من الفوضى ، والأخطر منه أن بعض الأحزاب تتنافس على " إنتداب " هؤلاء الجهلة وأنصاف الأميين ، كذلك الشأن بالنسبة لوسائل إعلام الإثارة التي تلهث وراءهم لتأثيث بلاتوهاتها بأكاذيبهم وترهاتهم ومغالطاتهم . إنه زمن إنقلاب سلم القيم ، وكانت النتائج في نهاية الأمر كارثية على الجميع ! وآخر ضحايا سوء التقدير هذا حزب نداء تونس الذي قام ب0نتدابات عشوائية بعضها تسبب له في مشاكل مع حلفائه ، فالمنتدب المتدثر بجبة " التدين والتفقه والإفتاء " دون وجه حق لم يكن غبيا بالدرجة التي تجعله يدلي ، بعد أيام قليلة من إنتدابه ، بتصريحات خطيرة وينسبها لمسؤول كبير ثم يتراجع باحثا عن تبريرات لفعلته المبيتة والمقصودة ، وإنما هو صاحب أجندة معلنة منذ مدة ليست بالقصيرة هدفها التموقع الإعلامي وجلب الإنتباه وإثارة الزوابع ووضع ساق هنا والأخرى هناك والتقرب من اللوبيات النافذة ومغازلة أخرى لا تقل نفوذا ، فمرة نجده متشددا يطالب بتحجيب الرضيعات على طريقة التكفيري المطارد وجدي غنيم ، وأخرى نكتشف " تقدميته " المزعومة كمعارض لبعض التيارات الدينية التي رفضت الإعتراف به! إن المسألة أصبحت على غاية من الخطورة وتتطلب ردا شعبيا وسياسيا ودينيا حازما على المشعوذين وتجار الدين ومثيري الفتنة في البلاد ، فلا يعقل أن تتواصل هذه المهازل وتحول العمل السياسي إلى مصدر تندر الناس و0ستهزائهم . ألم تكفنا مهازل أكثر من ست سنوات ونصف كان أبطالها العديد من المهرجين أصحاب الدكاكين الحزبية والنواب الذين جاد بهم مجلس تأسيسي غير مأسوف على رحيله وأدعياء الدين الذين هبوا من جحور مختلفة لبث سموم جهلهم وتخلفهم ، ألم يكفنا ذلك حتى نفتح الأبواب على مصراعيها أمام المتهافتين والإنتهازيين والباحثين عن التموقع على حساب البلاد وآستقرارها والمسار الديمقراطي وتواصله. لقد بلغ السيل الربى وإذا لم يتحرك الماسكون بمقاليد السلطة والنفوذ قبل فوات الأوان فإن كل شيء سيسقط في الماء وتكون الخسارة جماعية.