يعتبر وزير التربية ناجي جلول أحد أكثر وزراء حكومتي الحبيب الصيد ويوسف الشاهد إثارة للجدل بسبب مواقفه الجريئة و0ندفاعه المنسجم في أغلب الأحيان، مع رغبات أولياء التلاميذ وعموم المواطنين لكن في الوقت الذي كان عليه أن يواصل السير في مسالك الدفاع عن الأهداف العادلة ، إنزلق في متاهات التموقع الشعبوي فكان لا بد من تنبيهه حتى لا نخسر وزيرا بدأ واعدا. هذا الكلام كتبناه في مقالات سابقة لكن يبدو أن الحبر الذي إستهلكناه ذهب هدرا و0ختار الوزير الهروب إلى الأمام لكن أن يصبح هدفا شخصيا محددا لبعض الأطراف التي تطالب بإقالته فهذا ما لا يمكن أن يحصل في نظام ديمقراطي. إن رضوخ رئيس الحكومة في النهاية، للضغوطات في هذا السياق وإقالته لجلول يمثلان ضربة مؤلمة لحكومة هشة التركيبة وضعيفة السند السياسي والشعبي. نوهنا ، سابقا بالمجهودات التي يقوم بها ناجي جلول في الوسط التربوي وخاصة في ما يتعلق بمواجهة الفوضويين وفرض الإنضباط وتطوير البرامج وهي المجهودات التي بوأته في الكثير من المناسبات مكان الصدارة في عمليات سبر الأراء ، لكن يبدو أن هذه النجاحات قد أججت في ذاته رغبة ركوب سروج الشعبوية مما جعله يرضخ طائعا للضغوطات الرهيبة التي يمارسها عليه أصحاب الأجندات المسترابة والتي عبرنا في تحليل سابق عن خوفنا من أن تكون قد نالت من عزيمته ودفعت به إلى رمي المنديل والقبول بما فرضته عليه اللوبيات الفاعلة والنافذة . لم ننتظر طويلا وجاء ظهوره الأخير في برنامج "لمن يجرؤ فقط" ليعري إنزلاق ناجي جلول في متاهات الشعبوية الزائفة بعد أن أوهمته بعض نتائج عمليات سبر الآراء الفاقدة لكل مصداقية أنه في طليعة السياسيين "الشعبيين" ! حدث كل هذا لكن ما لا يمكن قبوله في هذا الحال هو رضوخ رئيس الحكومة للوبيات الظل الضاغطة وتضحيته بناجي جلول ككبش فداء في هذا التوقيت المشحون بالفوضى والإضطراب، والخوف كل الخوف من تداعيات هذا الإجراء على مصداقية الحكومة وعلى مستقبل وجودها أيضا.