هل تتصوّرون أن بعض وزرائنا ظالمون.. أو خطّاؤون.. عندما يتجلطمون؟ الحقيقة أنني في هذه بالذات سوف أكون الى صفّهم وسوف أدافع عنهم وسوف أبحث لهم عن التبريرات.. ولن أحمّلهم في ذلك أدنى المسؤوليات.. هذا كلام أقوله وأتمسك بقوله ليس لأن بعض وزرائنا يطلقون التصريحات والتي يعمدون بواسطتها الى إدخالنا في عدة متاهات.. لكنهم سرعان ما يعودون الينا بنقيضها.. إذ يطلقون من الغد تصريحات اخرى يؤكدون لنا من خلالها أن ما قالوه في الأول قد أخرج من سياقه وأنه قد شهد ما لا يلزم من التأويلات.. ذلك أن هذه المسألة قد «والفنا بيها» و«والفت بينا».. ودخلت حياتنا وتحولت فيها الى إحدى أهم العادات.. ثم لا ننسى أنها قد تحوّلت الى بهيم قصير يركبه عادة أصحاب هذه التجلطيمات.. ممن يتكلّمون وكأنهم لا يعون.. فيهزون من الجابية ويحطون في التخم.. وكأن الواحد منهم لا يفكر.. ولا يخمّم.. وكأنه شادد صحيح وعازم.. على أن ينصب لنفسه ولنا معه ألف منداف ومنداف خاصة عندما يجب أن يقول صحة فيقول سدّاف.. هذه لم أعد أصدّقها ولن آخذ بها في كل الحالات ومهما كانت الحالات.. خاصة بعد أن سبق لي والشهادة من الدّين ان استمعت بأذني الاثنين.. الى بعض هذه التجلطيمات.. وبعد ان تعجّبت وتعجّب الناس مثلي.. ودخنا السبع دوخات اذ طلع علينا صاحب تلك التجلطيمات.. بعدها.. مزمجرا غاضبا.. ليؤكد لنا.. أننا قد أخرجنا تجلطيمته عن سياقها.. وأولناها.. بما لا يلزم من التأويلات.. وأنه ما يقصدش.. لأنه ليس من جماعة الكلام الاحرش.. أما لماذا لا نتصوّر أن هؤلاء المتجلطمون.. من الوزراء يمارسون علينا بواسطة تجلطيماتهم الاخطاء.. وأما لماذا أبحث لتجلطيماتهم عن المبررات وعن التبريرات.. وأما لماذا أعتبر أن ما يحصل في هذه بالذات.. أمرا طبيعيا ومنتظرا وفي كل الحالات.. ولا يمكنه أن يثير بداخلنا الدهشة ولا يجبرنا على طرح التساؤلات.. فهذه سوف أتركها لذكاء قرائي الكرام.. وكلي تأكد من قدرتهم على فهمها وعلى ادراك أسبابها الحقيقية وبكل الصفات وفي كل الحالات.. أدعو فقط قرّائي الاعزاء.. ومن أجل فهم حقيقة هذه المسألة بالذات الى العودة الى استعراض كيفية وطرق اختيار وتعيين بعض هؤلاء الوزراء.. والى مراجعة.. علاقة هؤلاء.. بدنيا السياسات.. وبما قدموه في حياتهم للبلد من خدمات.. وبما بذلوه من أجل ذلك من تضحيات.. وإالى ما تحمّلوه فيها من مهام ومن مسؤوليات.. والى ما يحمله الواحد منهم في جرابه من خبرات.. والى ما يتميّز به من كفاءات.. ومن تمرّس.. على مواجهة بعض سبل الحياة. الاكيد أن قرائي.. سوف يفهمون.. عندما يتذكّرون.. هذه المعطيات.. أن هؤلاء الوزراء.. من حقهم علينا.. اقتراف التجلطيمات.. لأنهم بذلك لا يظلمون.. بحكم أننا.. الظالمون.. الحقيقيون.