يتذكر التونسيون وما بالعهد من قدم، تلك التصريحات التي أدلى بها أحد قياديي حركة النهضة ، بعد أشهر من عودته إلى أرض الوطن ، وأكد فيها أنه لما كان وإخوانه يعانون مرارة الإقصاء والمطاردة ، وآلام الإبتعاد عن الوطن قبل الرابع عشر من جانفي 2011 لم يترددوا في إشهار شماتتهم كلما مني أحد المنتخبات الوطنية أو رياضي تونسي بالهزيمة في المسابقات الإقليمية والقارية والدولية ، لأن الإنتصار ، في تلك الفترة ، وحسب تبريره ، كان سيقدم خدمة كبيرة للنظام القائم والذي لن يترك الفرصة تمر ل0ستغلالها وتوظيفها في تلميع صورته بالداخل والخارج وتثبيت موقعه كضامن للنجاحات في شتى الميادين ، وبالتالي إطالة أمد تخدير الشعب !!! هكذا كان يعتقدون المعارضون لنظام بورقية ، وبعده نظام بن علي. مثل هذا الموقف الموغل في السادية المرعبة والملطخ بأوحال الشماتة المقرفة ، طفا ، بعد الرابع عشر من جانفي، في أكثر من مناسبة ، تغذيه الصراعات المسمومة بين الفصائل السياسية خلال السنوات الست الأخيرة ، فكلما إنهزمت الرياضة التونسية في أي موقع من المواقع إلا و0نبرت أصوات الشماتة ، من الموالاة والمعارضة على حد سواء، تقرع طبول التشفي في الوطن والشعب ، فالموالاة ترى في الهزائم الرياضية ضربة موجعة لخصومها الذين يراهنون على تجييش الشارع ، لأن الشارع المنتشي ، حسب تقديرهم مؤهل للإستنفار أكثر من شارع محبط ، تكبله تداعيات الهزائم المهينة ، أما المعارضة فتعتقد من جهتها أن الإنتصارات الرياضية تمثل كسبا ثمينا للأحزاب الحاكمة والأخرى المساندة لها قد يمكنها من إستغلاله في إطالة بقائها على سدة النفوذ والقرار، خاصة في مثل هذا الظرف الذي تعاني فيه البلاد من تراكم الأزمات الخانقة في كل الميادين ! ، وهو ما أتاه أخيرا القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي فقد أهم مقومات وجوده في الساحة سمير بن عمر بتشكيكه في حصول الملاكم التونسي معز فحيمة على بطولة العالم في الملاكمة.