إكتشف التونسيون مرة أخرى أن أغلب أعضاء مجلس نواب الشعب الحالي لا يختلفون كثيرا عن أعضاء المجلس الوطني التأسيسي : نفس الإفلاس السياسي، واللغة الهابطة والفقر المعرفي والمزايدات الرخيصة والشعارات الشعبوية والتوثب الإنتهازي الوضيع ووصلت غيابات أعضاء مجلس نواب الشعب إلى الحد الذي وجد فيه أحد الوزراء نفسه أمام عدد من النواب يعد على الأصابع ...!!! هؤلاء النواب هاجوا وماجوا يوم وضع رئيس المجلس مشروعا يقضي باحتساب الغيابات واقتطاع مقابلها من المرتبات ، بل ذهبوا أبعد من ذلك وطالبوا ب0متيازات إضافية لهم ولأبنائهم !!! بعض هؤلاء شاركوا في وضع الدستور الأعرج الذي تعاني البلاد اليوم من ثغراته ، والذي وصفه رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر ب"أحسن دستور في العالم" !!!! ليصبح هذا الوصف طرفة يتندر بها المواطنون وكانت سببا في السقوط الإنتخابي المهين لصاحبه وخروجه من الساحة نهائيا حتى وإن ظهر أخيرا في مقدمة المظاهرة الفاشلة ضد مشروع قانون المصالحة !!! والبعض الآخر صاغوا، أيضا القوانين والتشريعات التي زادت في تعقيد الأوضاع و0ستفحال الأزمات.