عندما نعاين تصريحات مصطفى كامل النابلي وتوفيق بكار وحسين الديماسي وغيرهم من كبار الأخصائيين، بمجاهر الموضوعية نستفيق على واقع كارثي مرير كم حاولنا التعتيم عليه أملا في تدارك يعيد الأمور إلى نصابها، لكن الإنزلاق في منحدرات الإنهيار الشامل أخذ نسقا تصاعديا خطيرا مما حتم اللجوء إلى مصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع الكارثية في البلاد وهو المسلك الذي انتهجه مصطفى كامل النابلي وتوفيق بكار بالخصوص وتعرضهما للسهام الطائشة ممن تبقى من "الثورجيين" والإقصائيين الذين يطمحون إلى إفراغ الساحة من الكفاءات الوطنية ليخلو لهم المجال للعبث بمكتسبات الشعب تحت شعارات شعبوية مبتذلة وزائفة لم تعد تنطلي على أحد. لقد أكدنا في تحاليل سابقة أن الشعب تفطن لما يحاك ضده وانطلق في التصدي بقوة لكل الذين غالطوه ودأبوا على إيهامه ب0متلاكهم لمفاتيح الحلول لجميع مشاكله. إن الكرة الآن في مرمى يوسف الشاهد وما عليه إلا مصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع في البلاد والقطع النهائي مع سياسة الوعود الزائفة، كما أن الفرصة مواتية أمامه للإستئناس بآراء كبار الخبراء والمختصين والعارفين بخصائص الإقتصاد التونسي وأصحاب التجربة في معالجة الأزمات وإيجاد الحلول الناجعة لها ، بعيدا عن سياسة الثأر والإقصاء والتهميش التي إنتهجتها الحكومات السابقة وأدت بالبلاد إلى مشارف هاوية سحيقة.