لقد شاهدت ذلك الحفل الرائع الذي اقيم في روما بمناسبة توديع اللاعب الايطالي الاسطورة توتي هذا اللاعب الذي قضى 28 سنة وهو يحمل قميص روما ولم يتقمص غيره طول حياته رغم إغراءات الفرق العالمية الكبرى لقد ارتبط حياة واجواء ودقات قلب روما في هذه السنوات الثماني والعشرين كلها بلاعبها وابنها الوفي توتي ولقد استمعت الى تلك الكلمات الشاعرية الرائعة في ذك الحفل التاريخي لقد تمنى توتي في ذلك اليوم ان يكون شاعرا حتى يحسن التعبير عن شعوره الفياض وهو يودع جمهور روما الوداع الاخير ولكنني اراه قد بلغ قمة الشاعرية وهو لا يدري فلقد قال فيما قال ان الوداع امر لا بد منه في وقت من الأوقات مهما طالت بالانسان سنوات هذه الحياة وقد قال انه مدين لروما ولشعبها في كل ما كسبه في حياته الرياضية والاجتماعية وقد قال للجماهير الغفيرة التي اكتسحت الملعب في ذلك ولم تترك فيه مكانا شاغرا انه يحبهم حتى النخاع وقد شكر كل المسؤولين الصغار والكبار الذين ساهموا في نجاحه الذي حققه في حياته بكل تواضع واقتدار وقد قال ايضا انه اسف وحزين لانه لن يشم رائحة عشب الملاعب بعد هذا اليوم وبعد الرحيل والوداع لقد كان يتكلم وهو يمشي ويذرع الملعب في كل اتجاه وكانه يبحث عن شيء يعلم انه بعد هذا اليوم لن يراه ولن يلقاه ولقد بكى في ذلك الحفل حتى كادت ان تجف عيناه من الدموع وهو يعلم انه لن يستطيع ان يعود الى سالف اعوامه وجميل ابداعاته وان يكتب له اليها الرجوع لقد قال انه حزين لانه لم يعد قادرا الى اسعاد جماهير موطنه روما بقدميه كما كان يسعدها طوال تلك السنين ولقد كان الحاضرون يتابعون كلمته وهم مثله او اشد منه تاثرا في يوم الوداع الحزين المحزون ولكانهم سيعيشون بعده التيه والضياع والفراغ كاسرع ما يمكن وكاسرع ما يكون نعم لا شك ان مشاعرهم تلك تدل على ان هذا عندهم وعندي البطل الحقيقي الذي يجب ان يحظى بالمحبة والتقدير في كل عصر وفي كل جيل هو ذلك البطل في الرياضة وفي كل مجال الذي يقدم كل ما في وسعه قدر الامكان لاسعاد جمهوره ومدينته وبلاده بكل جهد وبكل تفان ولقد تذكرت في خضم هذا الاحتفال التاريخي الرائع حال اغلب شباب اليوم من الرياضيين ومن غير الرياضيين الذين لم نعد نرى فيهم قيم المحبة والوفاء ورد الجميل بل اصبحنا نسمعهم ونراهم يبحثون عن الدرهم والدينار وينتقلون من فريق الى فريق ومن بلد الى بلد ومن دار الى دار ومن افار الى افار حتى كرهتهم الجماهير ولم تعد تتذكرهم لا بالليل ولا بالنهار ولا اظن انهم سيفكرون يوما في تكريمهم ولا توديعهم كما يجب ان يكرم الأبطال الأوفياء والعظماء والأخيار نعم ان توتي يستحق مثل هذا التكريم واكثر لانه لم يبع موطنه ولم يهجر جمهور روما ولم يتخل عنهم ولم يطمع في غيرهم ولم يتكبر ولم يبحث كما بحث غيره عن الملايين وعن المليارات وانما بحث غن اسعاد مدينته بما وهبه الله من الفنيات الكروية ومن الابداعات فهنيئا له بهذه التربية وهنيئا له بهذه الأخلاق وهنيئا لروما بهذا البطل التاريخي الوفي العملاق ويا ليت تلفزتنا الوطنية وغيرها من القنوات التي تدعي انها تريد من خلال برامجها الرياضة تهذيب سلوك الشباب بحسن التربية وعظيم الأخلاق كالتفاني والوفاء اقول يا ليتها تنقل هذا الحفل التوديعي التاريخي البديع لهذا البطل الأسطورة في اكثر من مناسبة وتقتفي اثرها وزارة الشباب والرياضة بجعله عنصرا من برامجها الرياضية وان تامركل الفرق الرياضية بهذا الأمر وان يتمعن جميعهم في كلام توتي الذي يوثرفي الصخر والحجر و الذي القاه بتعبير وصورة هما اجمل ما يمكن ان يصدر عن عباقرة وعظماء البشرحتى يتعلم شبابنا حقا معنى الحب ومعنى الوفاء ومعنى النجاح والتاق في عالم الجلد المدور او عالم الكرة وما ادراك ما هذا العالم العجيب الغريب الذي اصبحت الشعوب اليوم تنفق عليه الملايين والمليارات وتتابعه بالقنوات والشبكات والجرائد والمجلات وهي شبه مجنونة وشبه مكلوبة وشبه مسعورة ولم يعد ينفعها لا دواء ولا طبيب الا هل بلغت؟ اللهم فاشهد