(الله لا يمرضكم ولايحوجكم) هذا دعاء موجه الى رب العباد كان يدعو به اليهود لاحبابهم واصحابهم في هذه البلاد كما ان سكان تونس من اليهود التجار كانوا يقولون لحرفائهم الذين يجادلونهم فيما يضبطونه لسلعهم وبضاعتهم من بعض الارتفاع في الاسعار بعد رد التحية وبعد الترحيب(اما خير تعطوينا الفلوس لنحنا والا تعطيوها للدواء و للطبيب) ولقد تذكرت هذين القولين القديمين وانا اسمع ان اطباء الاختصاص في هذه البلاد وهذه الديار قد رفعوا وزادوا في معلوم الكشف ليصلوا به الى ستين دينارا جهار بهار فهل يعقل يا عباد الله ان يعلن الأطباء في هذه البلاد عن هذه الزيادة الصاروخية والبلاد كما يعلمون ويعلم الجميع تمر بازمة خانقة اقتصادية وتعاني من ازمة البطالة المعلومة المشهودة المرئية؟ وهل هؤلاء الأطباء حفظهم الله وزادهم من النعيم والجاه يعيشون معنا حقا في نفس هذه البلاد؟ ام يعيشون في كوكب اخر بعيد عنا كل الابتعاد؟ثم ان اطباء الاختصاص كما تبين الأرقام يحققون من الأرباح كل شهر وكل عام ما يجعلهم يعيشون حياة ميسورة ناعمة لا يدركها غيرهم ولا حتى في المنام والأحلام واشهد انني قد زرت منذ مدة قصيرة طبيبا مختصا من هؤلاء الأطباء فرايت يعيني في ساعة واحدة عدد من يقصده من المرضى الذين يلتمسون عنده البرء والشفاء فقلت باسم الله ما شاء الله وتساءلت اين يضع هذا الطبيب هذا المال الذي يتقاضاه؟ ان هذا الطبيب ياكل كما يقوله التونسيون بيديه ورجليه ولا تفنى ثروته التي بين يديه وانه بلا شك ولا تخمين لا يعرف طرف خلاه وين فهل يحتاج مثل هؤلاء الأطباء الى هذه الزيادة الصاروخية ام عليهم ان يتنازلوا عن بعض ثروتهم من باب الرحمة ومن باب الروح الوطنية الى غيرهم من الفقراء وألمحرومين والزوالية؟ فهل بقي شك بعد هذه الفحوى وهذا المضمون في ان اليهود التونسيين قد اصابوا وصدقوا وكانوا محقين في ذلك الدعاء وذلك الجواب الذين افتتحنا بهما هذا المقال؟ واظن انني مثلهم صاصدق واصيب اذا قلت ودعوت للجميع ابعدكم الله عن الطبيب وعن الدواء وعن المرض كما باعد بين السماء والأرض