من نلوم المتعلم ام الجاهل على صنع البرامج التلفزية في عصر الانترنات والعالم المفتوح على النكتة والطرفة والمعلومة المفيدة ولا اظن ان احدا في العالم لا يعرف ان ابرع برامج الكاميرا الخفية في العالم مفبركة ولكنها لا تحيد على هدفها الاولي وهو الاضحاك وادخال البسمة على المتفرج الا في تونس فانها غيّرت وجهتها من الطرافة الى السخافة والحال ينطبق تقريبا على قنواتنا الفضائية اي بصراحة صرنا نتسابق على البلاهة في غياب النباهة – في كل برامجنا - التي كثيرا ما نطالب بها لكن هيهات فالامر خرج من عقولنا النيرة ليصل الى قاع الخنوع والانحدار الاخلاقي والخلقي ولنا في ذلك اكثر من مشهد مشين خاصة في مسلسلات الموسم الحالي اذكر منها على سبيل التاكيد لما شاهدناه وما زلنا نشاهده في مسلسل انأى عن ذكر عنوانه لانه يوحي بكثير من الاخلالات الاخلاقية..ولا اظن انه غاب عن نباهتكم اسمه وتوقيته وممثلوه ..ولكن ما العمل ونحن قد عدنا الى جملة حفظناها في هزيمتنا العربية هزيمة 1967 " ..الجمهور عايز كده "...ولست ادري اذا واصلنا في هذا المنحى ..فاننا لماحلة يجرنا صمتنا الى الانجراف نحو اعمق الاودية ..ووقتها لا يفيدنا لا سكافندري ..ولا غواصة انقاذ ..وربما اذا واصلنا على هذا المنوال فانه لن يبق لنا لا خلق ولا اخلاق ..بعد ان تفنى بذور القيم ...وربما يغرق جيل باكمله جيل الهزان والنفضان والرقص على الوحدة والنصف في كباريات الخسف والقصف والرديح والشطيح ...ووقتها يحل الطوفان ..خوفي على جيل النباهة الذي انتظرناه لنباهي به الامم ان يزول وتزول بذوره السمحاء....وخوفي من جيل البلاهة ان يغرق نفسه في الانتاجات المدمرة للخلق والاخلاق ..وهنا اصرخ مناديا باعلى صوتي :" اين اختفيت يا هايكا ...يا رقيبة المصنفات الدرامية والفنية والابداع"..او تراه الابداع كما سابقه الفن الاصيل قد اصابه الوباء في تونس ...ام ترى ان الابداع بعد ان شاخ وهرم ...قد احتواه فريق اللوبيات الفنية ...لماذا قتلتم كل شيء حلو في بلدي ...؟ لماذا قتلتم بذرة الابداع في وطني ...؟ لماذا سرقتم من جيلنا الصاعد طموح الغد المشرق البراق ..؟