اثار اجتماع كتلتي النهضة ونداء تونس في البرلمان العديد من التساؤلات التي تبحث لها عن اجوبة خاصة من حيث التوقيت والسياق سواء في الداخل التي تزامنت مع حملة الحكومة ورئيسها على الفساد، وهنا نشير الى ان الحزبين لم يبديا مساندة صريحة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد في هذه المعركة باستثناء بيانات لتسجيل الحضور الإعلامي والسياسي لا غير. اما في مستوى السياق الخارجي فانه قطعا ذلك المتصل بالصراع السعودي / الإماراتي مع قطر الذي وضع على الطاولة الموقف من حركات الاسلام السياسي التي تعرف بداية عزلة، وبالتالي فان اجتماع البارحة قدم خدمة للنهضة اذ أظهرها كحزب مدني ليس معنيا بالجدل حول الاخوان والإسلام السياسي. هذا ما يجعل النهضويين الرابح الاول من اللقاء الذي حضره الشيخ الغنوشي في دلالة واضحة على أهميته وعلى أهمية الرسائل الموجهة من خلاله وعبره للداخل والخارج. في الأخير نشير الى ان ذات الاجتماع لم يقدم دعما ومساندة سياسية قوية لرئيس الحكومة وللحكومة بل ان المجتمعين دعوها الى جهد اكبر خاصة في ما يتصل باحتجاجات الجهات وغيرها من شؤون الحكم وكأنها حكومة غير منبثقة عن الحزبين المجتمعين، ما يدعم وجود « برودة» في العلاقة بين القصبة من جهة ومونبليزير و خاصة البحيرة ( المنتدبون الجدد - القيادة الوطنية) من جهة اخرى.