موقف الشيخ راشد الغنوشي، من أزمة قطر مع السعودية والامارات ، اتسم «بالحذر « و» الحياد» والدعوة للتهدئة والحوار ( تصريح لوكالة الاناضول للأنباء). كما حرص على أن يكون على مسافة واحدة من قطر والسعودية ، وخاطب خادم الحرمين بدعوته للم الشمل، بوصفه «الاب الكبير» و «خادم الحرمين» ، وهنا «دغدغة» تجمع بين السياسي والديني. ان حركة « النهضة» التي تقف الى جانب قطر لا تريد ان تغضب السعودية، وتتحاشى ذكر الامارات برغم كونها لاعب رئيسي في الأزمة الخليجية. تجنب الحديث عن الامارات او حتى مجرد الإشارة لها، يخفي عدم رضاء عن سياسة أبو ظبي تجاه قطر والاخوان وتركيا الحليف الاستراتيجي للاخوان وقطر. بالعودة لموقف الشيخ الغنوشي ، نشير الى أنه التزم «حذو النعل بالنعل» كما يقول الفقهاء، بالموقف الرسمي التونسي،. وهو هنا يعبر عن «عقلانية ورشد» في الممارسة السياسية لزعيم النهضة، الذي يعبر من خلال هذا الموقف - غير المتحيز في ظاهره لقطر - عن التزام حزب النهضة بمصلحة تونس أولا وبسياسات الدولة وموقف الحكومة تحديدا من هذه الأزمة المعقدة، والتي قد تلامس نيرانها بيت « النهضة». ليؤكد بالمناسبة تمسكه بالخيارات والسياسات والمواقف الأساسية للدبلوماسية التونسية بقيادة الرئيس السبسي بالمشورة مع الحكومة. كما عبر ذات التصريح الحصري - لوكالة الأناضول التركية وليس للإعلام المحلي - عن تأكيد الغنوشي على توافق موقف «النهضة» مع الموقف الرسمي التركي ، ومع تصريحات أردوغان. اختار الغنوشي «المشي على السراط»، لا يغضب حلفاءه ولا يحرج الحكومة والرئيس السبسي ، ويمد اليد لخادم الحرمين، ويتغافل عن ذكر الامارات ، برغم أنه يخفي نحوها عكس ما يظهر.