تمكنت تونس من توقيع اتفاق مبدئي مع مجموعة صينية لإنجاز أكبر محطة استشفاء بالمياه المعدنية الساخنة في أفريقيا والعالم العربي.وتعوّل الحكومة على هذا المشروع الضخم الذي تنافست عليه العديد من المجموعات العالمية عند عرضه في ندوة الاستثمار في نوفمبر. ويعد التداوي بالمياه المعدنية والطبيعية الساخنة من المنتجات السياحية الصحية التي تعمل تونس على تنميتها بالرغم من احتلالها للمكانة الثانية عالميا في هذا المجال بعد فرنسا. السياحة الاستشفائية في تونس ويشير خبراء السياحة إلى أن تونس تمتلك إمكانيات كبيرة لتنمية فرع سياحة الاستشفاء بالمياه الطبيعية الساخنة ومياه البحر ما من شأنه أن يعزز مكانتها السياحية. ومن المنتظر ان يكون مشروع المحطة العلاجية بالمياه الساخنة في منطقة الخبايات بقابس الجنوبية، الأول من نوعه عربيا وأفريقيا. وقد ابدت المجموعة الصينية استعدادا لضخ مليار دينار لتنفيذ المشروع على يوفر المشروع 5600 فرصة عمل مباشرة و4500 فرصة عمل غير مباشرة. وتتوفر قابس على رصيد كبير من المياه المعدنية الطبيعية والحمامات الساخنة التي تُستعمل لعلاج أمراض المفاصل والأمراض الجلدية وغيرها، غير أن أغلبها بقي ينشط في إطار تقليدي بالرغم من توافد نحو 700 ألف سائح أجنبي محلي على هذه المنطقة بهدف الاستشفاء سنويا. وتعتبر تونس الوجهة الثانية عالميا بعد فرنسا في مجال سياحة المعالجة بمياه البحر بوجود حوالي 49 مركزا موزعة على الجمهورية. وتستقبل سنويا مئات الآلاف من طالبي المعالجة أغلبهم من فرنسا بعدد يتجاوز 80 ألفا وألمانيا بعدد يتجاوز 60 ألفا وروسيا بأكثر من 18 ألفا، وفق لبيانات رسمية. ويرتفع عدد الليالي التي يقضيها السياح القادمون بهدف الاستشفاء إلى أكثر 889 ألف ليلة. ويوجد في تونس أكثر من 95 منبعا للمياه الجوفية تم استغلال خمسين منها في مشاريع محطات استشفائية. ويوجد في تونس نحو 45 مركزا للمعالجة بمياه البحر و46 حماما استشفائيا بالمياه المعدنية وأربع محطات استشفائية حرارية. وتشير إحصاءات رسمية إلى أن السياحة الاستشفائية في تونس تجذب سنويا نحو 170 ألف سائح أجنبي. كما يساهم التونسيون أنفسهم في نمو القطاع. مصدر للعملة الصعبة ومن المتوقع ان يغير مشروع الخبايات الذي سينجز باستثمارات صينية شكل المنطقة فضلا عن مردوديته الوطنية على القطاع السياحي. كما سيفتح هذا المشروع شهية المجموعات العالمية على الاستثمار في الاستشفاء بالمياه الطبيعية التي أثبتت نجاعة كبيرة في مداواة العديد من الأمراض. وتمثل السياحة الاستشفائية بتونس قطاعا اقتصاديا مهما نظرا لما تتمتع به تونس من خصائص تجعلها تحتل مكانة مرموقة ومتميزة على غرار وجود منتج ثري قادر على المنافسة ويد عاملة مختصة. ومن بين العوامل التي تساهم في إنجاح هذا القطاع وجود تونس قرب أكبر تجمع سياحي عالمي المتمثل في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى توفر عديد المقومات الطبيعية والثقافية والتاريخية بعدة مناطق في الجمهورية التونسية. ورغم الإصلاحات المتعددة في هذا القطاع، يبقى واقع السياحة الاستشفائية بتونس في حاجة إلى مزيد الآليات والامتيازات للنهوض بهذا القطاع الذي قد يوفر لتونس مصدرا مهما للعملة الصعبة.