بداية الكلام : هل يكفي يوم لاعلان عيد حبك وعيد حبّ أهل الجنوب ؟ لن أركب الطائرة هذه الليلة … ولا الدبابة … ولن أحمل بنادقي، لن أركب القطار ولا السيارة المصفّحة ولا "الميراج " … سأبقى هنا فوق الربوة أترقبك، أنتظرك، أنتظر قدوم طيفك، أترقب عطر الشذى الذي تعودتُ عليه في هذا المكان أترقب بسمتك العذبة أترقب دندنة منك … لغوا … هذيانا … صراخا … منك !! منذ ثمانية آلاف يوم، أنتظر .. ك … أترقبك … منذ 192000 ساعة وأنا أنتظرك … أنتظرك … وأمارس لهفة العشق … وصمت العشاق … وصبر المحبين … وأمر كل ساعة … كل يوم … على ديار الجنوب دارا دارا … ديرا … ديرا … لعلي " أراك أو أرى من يراك " لعلي أستنشق شذى … وعطر زهر الجنوب … لعلي أتحسس أثر خطواتك على رمال الجنوب.. منذ الصبا !! وأنا بك فخور !! منذ الصبا … ومنذ ذلك اليوم المشؤوم … يوم اجتاحني "الظلم" عنوة وأنا أجوب شوارع ومدن الجنوب … على جبيني … عصابة حمراء … وفي يدي اليمنى غصن زيتون … وفي يدي اليسرى باقتك … باقة الياسمين التي أهديتني إياها ليلة إسراء الحب !! وعلى ظهري رسمك واسمك وعلى صفحات قلبي … رسم حبك … حبك الدفين !! منذ عهد وأنا أبحث عنك … حتى لقبوني بمجنون الجنوبية !! ولقبت نفسي بمجنون انتظار8000 يوم !! …. واليوم طلعت عليّ كزهرة البيلسان من بين صخور الجنوب !! ،طلعت علي مشرقة كشمس يوم ربيعي بعد ليل طويل … طويل طوله 8000 يوم … طلعت عليّ كقمر مكتمل … وأنا التائه في ليل الصحراء العربية الكبرى … في هذه اللحظة أحسست أنني سأنفجر بكاء، بكاء من الأعماق … وأود أن أدفن رأسي بين يديك وأبكي لأروي … بدموعي الحرى، أرض عشقنا التي اكتسحها الجفاف مدة 80000 يوم . ما أروعني بك … ما أروعك بي في عيد التحرير … في عيد الحبّ !!! في عيد حب التحرير … في عيد تحرير الحبّ من قيوده الأبدية … في عيد التحرير … أحبك ! … أريد أن أطير بك على جناح الصبر … إلى القطب الشمالي فأحتمي بدفء صوتك الرخيم، وأتدثر بشعرك الليليّ المنسدل على كتفيك وأنام على أريكة أفكارك … واتجاهاتك العاطفية، سأجتمع بك ومعك فوق القمر ، لأبصر بك وبعينيك ما يدور حول الأرض … في حبّ وسلام ووئام . وختام الكلام : كنت حربا عليّ …طيلة انتظاري ، ويوم حرّروك إليّ … أصبحت حبّا … وأمانا وسلاما … وذابت 192000ساعة في انتظارك … المريب … في كأس عشقك الاسطوري …