ذهبت الام الى ابنها «نبيل» في العقد الثالث من عمرها في نهاية الأسبوع الفارط لتطمئن على حالته الصحية بالمستشفى اين يقيم بعد إقدامه على الانتحار حرقا وهي تضع على يديها ضمادات من اثار الاحتراق بعد سارعت الى نجدته وانقاذه في اخر لحظة من الورطة التي وقع فيها بوضع حدا لحياته بطريقة ماسوية. ورغم إصاباته البليغة لم تزره زوجته ولم تمكنه من رؤية ابنتيه لم يجد هذا الشاب اليائس من خيار بعد ان انسدت في وجهه سبل مشاهدة بنتيها واحتضانهما ورغم محاولاته لفتح باب الصلح مع زوجته واعادة المياه الى مجاريها بالرجوع الى عش الزوجية لرعاية بنتيهما لم يجد آذانا لباب الحوار بل وجدا صدا منيعا عاد يجر اذيال الخيبة ولم يفلح في رؤية أو إحتضان فلذات أكباده فكان في كل مرة يعجز عن الذهاب الى المحاكم لانه كان يؤمن أن ابغض الحلال عند الله هو الطلاق. فكر مليا قبل إقدامه عن فعلته زار منزل عائلتها فلم يلقى سوى االصدّ والرفض الشديد من زوجته للرجوع إلى بيت الزوجيّة بل طلبت منه الاسراع بطلب الطلاق لم يجد من يشتكي امره ومعاناته سوى لوالدته بعد ان منيت محاولاته بالفشل وفي غفلة من الجميع سكب البنزين على جسده واشعل فيه النار ليرتاح ضميره الى الابد بالاقدام على الانتحار حرقا سمعت والدته انينه وصراخه فاسرعت اليه تطفىء النار الملتهبة بجسده كانت تطفؤها بيدها ولحافها ونجحت في مسعاها.