و الفن في ثناياه بعض شغف وترحال و اقامة في ضروب الحلم..تأتي الألوان لا يلوي معها القلب على غير القول بالغناء و النشيد الخافت ..ثمة اذن ألق آخر حيث المجال فسيح للذهاب أكثر والتمرس في دروب التشكيل..ألق الأمكنة..متعة التجوال في أزقة المدينة .. سيدي محرز ..الأبواب والأقواس والشبابيك وجمال الأعمدة والنقوش..القباب..المرأة الملتحفة بالدهشة وبالبياض .. ألوان فيها الدهشة و البساطة وايقاع الناس..ثم ماذا..نعم فسحة أخرى مع الجواد في حالات شتى من التأهب و الجمال .. نستفيق على صور هي من قبيل السحر، الأرض بها غبار، يعلو الغبار الكثيف.. مر الشاعر إذن على جواد أمعن في الرقص.. المكان موسيقي والشاعر بأجراسه الموجعة يعلن في الأرجاء سحر العناصر وفتنة الكلمات ..هي هيئات النص على أراض منهوكة لا يملك الجواد عليها الا الرقص .. هي طريقته المثلى للاحتفاء بالشاعر.. المجد للجواد الرابح.. المجد للشاعر.. المجد للغبار الراقص، المجد للكلمات المذهلة.. ما جدوى الجواد إذن، هي الكلمات تصل وقد لا تصل لكنها تعبث بالسراب، تمجد الهذيان، تمتدح الوهم وهي تعلو وتعلو، تراقص الغبار، هو إيقاعها الآخر مثلا.. اللغة، القصائد، الغبار، الكلمات، الألوان و الرقص.. ولكن، ثمة موهبة في الأمر هي من قبيل الإضافة أثناء التصرف في الفعل الفني..سرعة الجواد.. مخيلة الشاعر.. فعل الإدهاش والجمال المذهل والحكمة التي تنتهي .. ترى ما الذي يجعل الجواد أليفاً في هيجانه ذاك نحو الهدف المعلن؟ لم يظفر الرسام الساحر عندها بغير أصوات لا ألوان لها..هي محض غبار.. هكذا يتسنى الوقوف لساعات ودون ملل أمام مرآة ملطخة بلون الغبار.. الغبار..الأرض.....الغبار بهجة الأزمنة التي استغرقها الأجداد قبل ارتطام الأرض بنيازك الأرقام والشفرات والأشياء المحمولة.. اذن اللوحات الفنية هنا تشي بعوالم من المشاهد والحالات وغيرها من التيمات التي مضت معها الطفلة الحالمة..الرسامة فايدة حميد في رحلة الفن التي غمرت دواخلها وفاضت بها لتأخذها الى المغامرة ..أعمالها عصارة سنوات من الابداع التشكيلي والمعارض الخاصة والجماعية.. في لوحات الفنانة فايدة حميد..فسحة رائقة من الامتاع الفني ..حيث الزائر يجد شيئا من المتعة الجمالية والسفر في شواسع الابداع والفن وعالمه الساحر...