أصبحت التلفزة العمومية وما يسمى تحديدا ب"الوطنية الأولى" ، التي تمول من جيوب المواطنين دافعي الضرائب إنعكاسا مباشرا لظاهرة الرداءة والإبتذال والوضاعة التي تفشت في البلاد بشكل كارثي يهدد المجتمع بأسره ! فأغلب البرامج إن لم نقل كلها تتغذى من السذاجة والغباء والحمق وتنتهك ذكاء المشاهدين وتعتدي على أذواقهم ، فما معنى أن يتم تكليف الممثلة كوثر الباردي بتقديم برنامج للأطفال "نهار مع كوثر" وبتلك الطريقة المخزية حتى الغثيان ؟ ما هو المثال الذي تقدمه كوثر الباردي للأطفال ؟ هل لها المواصفات الثقافية والتعليمية والبيداغوجية الضرورية لتكون مثالا للناشئة ؟ فمع احترامنا لموهبتها في التمثيل فإنها لا تمتلك الحد الأدنى من تلك المواصفات ، وقد تجلى ذلك في طريقة تقديمها للبرنامج والمشحونة بكل أشكال الرداءة والإبتذال كتلك الرقصات المنتهكة للذوق التي تؤديها أو تلك التعاليق الساذجة التي تمطر بها الأطفال لا نبالغ إذا ما وصفنا هذا البرنامج ب"الكارثي" بيداغوجيا واعتبارها عارا على مؤسسة تمول من جيوب المواطنين ولها أكثر من نصف قرن من الوجود ...عار والله عار