ما لا يقلّ عن 100 عرض مسرحي سيتمّ تقديمها خلال الدورة التاسعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية التي ستلتئم من 8 إلى 16 ديسمبر 2017 منها 56 عرضا من تونس، عشرة منها موجهة للأطفال، بالإضافة إلى خمسة عروض إفريقية و14 عرضا عربيا إلى جانب 8 عروض عالمية، فضلا عن تنظيم مجموعة من العروض في مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهات، وفق ما أعلنه مدير الدورة حاتم دربال في ندوة صحفية انتظمت اليوم الأربعاء بالعاصمة. وتعرف الدورة الحالية عودة المسابقة للتسابق بين الأعمال المسرحية، إذ سيتنافس 11 عملا مسرحيا من تونس والعالم العربي وإفريقيا على 5 جوائز رئيسية رصدتها الهيئة المديرة للأيام، وهي "جائزة العمل المتكامل" (25 ألف دينار) و"جائزة أفضل إخراج" (20 ألف دينار) و"أفضل نص" (15 ألف دينار) و"أفضل أداء نسائي" (10 آلاف دينار) وهو المبلغ نفسه المرصود لجائزة "أفضل أداء رجالي". وهذه الأعمال المسرحية التي ستسجل حضورها في المسابقة الرسمية هي "فريدم هاوس" للمخرج الشاذلي العرفاوي و"الأرامل" لوفاء الطبوبي من تونس، بالإضافة إلى "التجربة" لأحمد عزت الألفي (مصر) و"شواهد ليل" لخليل نصيرات (الأردن) و"صولو" لمحمد الحر (المغرب). وستكون سوريا ممثلة بمسرحية "ستاتيكو" لجمال شقير، وتشارك العراق بمسرحية "سالب" لعلي دعيم. أما الجزائر فتسجل حضورها في المسابقة بمسرحية "بهيجة" لزياني شريف عياد. أما الأعمال الإفريقية الحاضرة في المسابقة الرسمية للمهرجان، فهي "Psychose .48" للثنائي "سليمان صو" و"تالا كبوماهو" من كوت ديفوار، و"Adjuge" من بوركينا فاسو ل "آلدوفار ميدا"، إلى جانب مسرحية "سأقتل القرد" للثنائي "آماندين ساني" و"كوامي فينيون" من مالي. وستحتكم عروض المسابقة الرسمية إلى لجنة متكونة من 5 أعضاء هم وحيد السعفي (تونس) وبطرس روحانا (لبنان) وعصمان دياكاتي (السينغال) وعادل قرشولي (سوريا) وأسماء الهوري (المغرب). وتكرّم الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية مجموعة من المسرحيين الراحلين هم رجاء بن عمار ورمضان شطا وسليم محفوظ ومحسن بن عبد الله والشاعر حسين القهواجي وحاتم الغانمي بالإضافة إلى الهادي الزغلامي. كما سيتم تكريم عديد الوجوه المسرحية من تونس ومن العالم العربي والإفريقي منهم أنيسة لطفي وإبراهيم مستورة من تونس والسورية سلاف فواخرجي والمصري محمد صبحي والعراقي صالح القصب بالإضافة إلى الكيني "مومبي كايغوا". المسرح البلدي يحتضن حفل الافتتاح ويحتضن المسرح البلدي بالعاصمة حفل الافتتاح الرسمي لهذه الدورة بعمل مسرحي إفريقي راقص يحتفي بالكاتب المسرحي "صامويل بيكيت" لما ترمز إليه كتاباته المسرحية من وحدة وانتظار وغربة وضياع، وهو عرض يهتم بالقضايا الإفريقية العميقة منها قضية اللاجئين. وسيسبق هذا الافتتاح الرسمي للمهرجان، افتتاح أيام قرطاج المسرحية بمراكز الفنون الدرامية والركحية في الجهات يوم 7 ديسمبر، وذلك تكريسا لمبدأ اللامركزية الثقافية. وستحتضن هذه المراكز الجهوية عروضا إفريقية وعربية، وفق ما ذكرته منسقة مسرح الجهات إنصاف بن حفصية. وتحتفي الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية بفرقة الكاف المسرحية التي تحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لانبعاثها. كما سيتم برمجة عروض مسرحية بقاعة المونديال بالعاصمة لأعمال مسرحية من إنتاج مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهات. وتنتظم بالشراكة مع وزارة التربية دورات تكوينية لفائدة معلمين وأساتذة حول تأطير التلاميذ في مجال المسرح. كما سيحظى مسرحيون بدورات تكوينية في مجال التمثيل وفن المهرج والكوريغرافيا. أما التقنيين فسيكون لهم موعد مع ورشات في صناعة الديكور والتوضيب المسرحي. وفي ما يتعلّق بالندوات الفكرية والعلمية، ستنتظم ندوة بعنوان "المسرح فكر وتفكير، أيضا..." وهو عنوان سيتفرّع إلى ندوات أخرى منها "موقع النقد المسرحي في الحياة المسرحية اليوم وغدًا" بمشاركة عدد هام من النقاد والأكاديميين من تونس والخارج، بالإضافة إلى تنظيم لقاء مع الكتاب والناشرين حول "نشر الكتاب المسرحي" وندوة حول "حقوق المؤلف". تجدر الإشارة إلى أن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج المسرحية تعود من جديد في هذه الدورة التاسعة عشرة بعد إلغائها في ثماني دورات متتالية بداية من الدورة الحادية عشرة 2003 . وكانت مسابقة أيام قرطاج المسرحية قد رافقت هذا المهرجان المسرحي منذ تأسيسه سنة 1983 إلى حدود دورته العاشرة سنة 2001. ثمّ توقفت خلال الدورة الحادية عشرة سنة 2003 مع المسرحي محمد إدريس الذي علّل إلغاء المسابقة بالقول إن "المهرجان موعدا فنيا وليس سباقا للخيل"، ليتواصل إلغاء المسابقة تباعًا خلال الدورات اللاحقة مع كل من محمد إدريس سنوات 2005 و2007 و2009 والمسرحي وحيد السعفي في الدورتين الخامسة عشرة (2012) والسادسة عشرة (2013) ثم مع المسرحي الأسعد الجموسي في دورتيْ 2015 و2016.