وسط تواجد أمنيّ مكثّف أشرف عشية السّبت والي صفاقس عادل الخبثاني على تدشين تمثال الزّعيم الحبيب بورقيبة الذي تمّ وضعه بساحة المفترق الدّائري بمنطقة باب الجبلي بمدينة صفاقس بعد إزالته من وسط المدينة منذ قرابة الثّلاثين عاما إثر تحوّل السّابع من نوفمبر 1987. وقد حضر حفل التّدشين عدد من الوجوه السياسية الجهوية والوطنية إلى جانب حضور عديد المواطنين الذين باركوا هذه الخطوة واعتبروها اعترافا بالجميل للزّعيم بورقيبة مؤسّس تونس الحديثة. في المقابل سجّلنا تجمّع عدد من المواطنين بالمكان للتّعبير عن معارضتهم لتركيز تمثال بورقيبة مجدّدا بإحدى ساحات المدينة وذلك بعد أن شارك جلّهم في المسيرة التي نظّمتها جمعية الخطابة والعلوم الشّرعية بصفاقس انطلاقا من جامع سيدي اللّخمي إثر صلاة العصر نصرة للقدس. وقد ذهب البعض إلى القول إنّ مدينة صفاقس تحوّلت إلى "مدينة أصنام" بسبب وضع مجسّمات لساحر الأجيال حمّادي العقربي والزّعيم فرحات حشّاد والرّئيس الأسبق للجمهورية الحبيب بورقيبة. ردّا على هذا الموقف المناهض لإعادة تركيز تمثال الزّعيم الحبيب بورقيبة بإحدى ساحات المدينة صرّح رئيس النّيابة الخصوصية لبلدية صفاقس عماد السّبري أنّ هذه البادرة تدخل في إطار تجميل المفترقات بالمدينة وإعادة الاعتبار للزّعيم بورقيبة مضيفا أنّ البلدية أقدمت على هذه الخطوة بعد التّشاور مع الأحزاب ومع مختلف مكوّنات المجتمع المدني. كما أكّد السّبري أنّه يحترم الرّأي المخالف لكن بعيدا عن المزايدات السياسية التي من شأنها أن تؤدّي إلى الانقسام والتّفرقة في حين أنّ البلاد تمرّ بظروف صعبة وتبقى في حاجة ماسّة لوحدة صمّاء لمقاومة العروشية والنّعرة الجهوية اللّتين عادتا بقوّة – الشّيء الذي يهدّد وحدة التّونسيّين.