الزعيم اليساري المعارض حمة الهمامي يتقدم الى القضاء وبيده وثائق تثبت انه مهدد بالقتل.. (هذا ما قالته الاخبار). من يهدده؟ قد يقال: ان بعض انصار حزب النهضة هددوه ويهددونه.. (هذا في دائرة الظن).. هل لقيادة حزب النهضة يد في هذا التهديد؟ (لا احد يثبت ذلك).. تعالوا نرجع الى الماضي، الى عهد بن علي لنقرأ ونستقرئ حركة النضال ضد حكمه الفردي البوليسي الغاشم والقاطع لألسنة الحرية. ماذا نجد؟ أليس التاريخ يقول لنا ويشهد ان الاحزاب المناضلة ضد بن علي والمعارضة لسياسته اجتمع فيها اليمين واليسار، واجتمع فيها الاسلامي والشيوعي؟ ألا يقول لنا التاريخ: ان كلمتهم توحدت؟ أليست هذه الوحدة في النضال والكلمة كان لها الاثر في قيام الثورة المباركة ضد بن علي؟ فلماذا تفرقت كلمتهم؟ ألأن المصالح الحزبية السياسية تقتضي ان تتفرق الاحزاب وتتشتت، وتصل الى العداء بعد الثورة؟ هذا ما هو مألوف في عالم السياسة، في دنيا الشعوب المتقدمة التي ولدت فيها ظاهرة الاحزاب والسياسة؟ لنقل: ان هذه الفرقة لها ما يبررها، ولكن الوطن، لكن تونس لكن الشعب التونسي اليوم في اشد الحاجة الى وحدة الصف، ووحدة الكلمة ووحدة العمل والبناء والنضال ضد اعداء ثلاثة هي (الفقر والجهل والمرض). ان تونس اليوم في حاجة شديدة الى الالفة لا الى الفرقة ضد ما هو اخطر من حكم بن علي. وانا اعتقد ان الشيخ راشد الغنوشي وقيادات حزبه، وحمة الهمامي وقيادات حزبه يعلمون حق العلم ويعتقدون حق الاعتقاد ان تونس في اشد الحاجة اليوم الى طاقات كافة ابنائها وبناتها لتنصرف في العمل والانتاج والبناء لا الى العداء في حاجة الى ترك الخلافات السياسية كالسيوف في اغمادها. انا اعتقد ان الشعب التونسي كله سوف يفرح ويزغرد اذا رأى يد الغنوشي تصافح يد حمة الهمامي، وفم الهمامي يقبل فم الغنوشي وتلتحق بهما بقية الاحزاب. انا اعتقد ان ذلك اذا حدث يكون الزعيمان قد سجلا في تاريخ تونس صفحة عظيمة غالية وكتبا درسا تاريخيا فيه حب الوطن والشعب اقوى واعلى واغلى من الانانية الحزبية؟ انا اعتقد ان ذلك اذا حدث تنطلق سفينة تونس وكل مواطن فيها يشعر بالامان ويرى الوصول الى ميناء السلامة وفرحة الحياة قريبا؟ هل يحدث هذا ام انا احلم؟ اسأل وأحب أن أفهم