علمت «الصريح اون لاين» انه في إطار متابعة كافة النداءات التي تدعو الى الغدر والتخريب نظرا لانعكاساتها على الوضع العام بالبلاد توفرت معلومات لدى فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بصفاقس مفادها أن مجموعة من الاشخاص بجزيرة قرقنة تعمد الى نشر أفكار ما يسمّى ب«الاناركية».. وذلك عن طريق تنزيل تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للعنف والفوضى والتمرّد. هذا وبإيلاء الموضوع الأهمية اللازمة تمكّنت فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني من القبض على شخصين. وقد تبين أن الموقوف الاول يبلغ من العمر 26 عاما وهو موظف يساري والثاني يبلغ من العمر 23 عاما وناشط بإحدى المنظمات الحقوقية المعروفة وقد اعترفا عند التحري معهما بتبنّيهما للفكر المذكور «الأناركية» وأضاف بأنهما لا علاقة لهما بالتطرف الديني لكنهما ضمن الاناركية كما اعترفا بأنهما لا يعترفان بالدولة ويريدان حمل السلاح للتمرّد ضد الدولة. هذا وبتصفّح هاتفيهما الجوالين والاطلاع على حسابيهما على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تبين أنهما قاما بتنزيل تدوينات ومقاطع تحرض على بث الفوضى والتخريب وحرق المراكز الامنية وقتل اعوان الامن واعلاميين وسياسيين اضافة الى دعوتهما الى رفع السلاح ضد منتسبين لوزارة الداخلية واستهداف مقرّها. كما اعترفا أيضا أنهما كانا يستهدفان الدولة ويرغبان في القضاء على رموزها واسقاط النظام.. وقد تبين أن رئيس التنظيم الاناركي وهو الناشط الحقوقي عقد اجتماعات كثيرة لاستقطاب أكثر ما يمكن من الأشخاص للالتحاق بالتنظيم المذكور والذي ينبذ ويكره التشدد الديني وهو تنظيم ضد التنظيمات المتشددة. وقد عقد الموقوفان لقاءات خاصة وسرية بأحد المنازل تسوّغانه من أجل طباعة المناشير التي كانوا ينوون توزيعها على بعض الذين عبّروا عن رغبتهم في الالتحاق بالاناركية. هذا كما خططوا لبرمجة مقابلات بين الولايات بعد أن نجحوا في عمليات الاستقطاب عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقة الماسنجر. كما اعترف أحد الموقوفين وهو الحقوقي أنه ياسري وحسب التحريات الأولية فإن الاناركية تضم فئات جديدة من بينها اليساريين حسب مصدر مطلع ل«الصريح» وكانوا يدرسون بعض الاقتراحات التي تهدف الى اسقاط النظام كما ثبت تواصل بعض المنتمين للاناريكة بأطراف أجنبية لها نفس الانتماء في إطار التخطيط لبعث والاعلان عن تنظيم جديد في تونس للأناركية. وقد تم رصد بعض المحادثات والارساليات مع أطراف من جنسيات أجنبية تحمل نفس الفكر حسب مصدر مطلع وموثوق ل«الصريح» وقد كانوا ينوون بثّ الفوضى. وقد نش الموقوفان حسب اعترافاتهما ضمن الحركات الاحتجاجية الليلية وشاركا فيها. وكان المعنيان حسب الاعترافات المقدمة يحاولان اسقطاب الشرائح الشبابية وبعض الشرائح التي تعاني من مشاكل وأزمات من بطالة وفقر.. ولها من الشهائد العليا وتشكو الحرمان كما تم عقد اجتماعات مع بعض الذين نجحا في استقطابهم للالتحاق بالأناركية والتي تعتبر حسب مصدر ل «الصريح» حركة خطيرة تميل الى الدموية والانتقام والثأر.. وتنادي بالفوضى واسقاط النظام وخلق عديد المشاكل داخل المجتمع التونسي. وقد انطلقت مخططات الاناركية في تونس من خلال التكثيف من تنزيل مقالات بأسماء عديدة وتحمل توقيع الأناركية وكانت المقالات تهدف الى بثّ البلبلة من خلال تسريب عديد الشائعات لإثارة الاحتجاجات وموجات الغضب وإعلان التمرّد حيث تم الترويج الى مناظرات وهمية في بعض الوزارات الى جانب الترويج لإشاعات حول الوضع العام بالبلاد والترويج الى قرارات غير صحيحة.. الى أن تطوّر الأمر الى حد نشر تدوينات عاجلة يطالبون من خلالها بضرورة حمل السلاح والتمرّد على الدولة واسقاط النظام وقتل رموز الدولة. كما خططوا الى استهداف وزارة الداخلية والتحريض ضد الاطارات الأمنية واعلان التمرّد. هذا كما اعترفوا بأنهم طالبوا بقتل وتصفية عديد الاعلاميين من خلال قائمة تم نشرها مؤخرا وقد تم حجز وثائق بحوزة الموقوفين تضم اسماء إعلاميين وبيانات تحريض تستهدفهم كانا يخططان لتوزيعها ونشرها بين الشباب الذين تأثروا بدعوتهما للتمرّد.. هذا ومازالت التحريات جارية حسب مصدر موثوق ل«الصريح» من أجل الوصول الى بقية المتورّطين وبقية عناصر الأناركية التي ظهرت مؤخرا ببلادنا وتعتبر خطيرة ولا تختلف عن التنظيمات الارهابية والقاسم المشترك بينها هو حمل السلاح وإعلان التمرّد على الدولة والاطاحة برموزها والدعوة الى القتل وإهدار دماء الابرياء..فبرافو لوحدات الحرس الوطني التي نفّذت العملية في سرية تامة ونجاح. ومازالت التحريات جارية من أجل الايقاع ببقية العناصر المتورّطة في هذه الشبكة أو التنظيم الخطير مع العلم أن الموقوفين رفضا الكشف عن بقية المورطين حيث كانا يتواصلان معهم عبر أسماء مستعارة ورموز حسب نفس المصادر. هذا وقد نجحت وحدات الحرس بفضل العمل الاستخباراتي الناجح في الاطاحة بالمتورطين الرئيسيين واللذين كشفا عن مخطط كان يهدف الى نشر الفكر الاناركي بين مختلف الولايات من خلال توزيع عدة مناشير تدعو الى الاناركية وتدعو للتمرّد على الدولة وبثّ الفوضى وخاصة خلال الاحداث الليلية في تونس.. وقد تكشف التحريات عن العديد من المتورطين في هذه القضية الخطيرة.