أصبحت قضايا العرب محل إهتمام المنظمات والإتحادات الدولية والإقليمية والقوى العظمى مع تغييب كامل لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل الهياكل والمنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية ، وهي حالة غريبة في تاريخ الأمة وتؤكد بشكل قاطع إنهيار كامل للمنظومة العربية بعد أن أصابتها علل التجذيف بالعواطف والحرث في البحر وصناعة أعداء جدد للتغطية على أعداء الأمة الأصليين والحقيقيين ، وهو ما يفرض طرح السؤال الذي لا بد من طرحه : "ماهي الفائدة من وجود هذه المنظمات "؟ هذا السؤال كبر مع تعدد الأزمات المتفاقمة في البلدان العربية بشكل كارثي ، واستمد شرعية طرحه من المواقف السلبية لهذه المنظمات مما يحدث في المنطقة. ماذا فعلت الجامعة العربية لحل المشاكل العالقة بين أعضائها والتي وصلت إلى حد إعلان الحروب على بعضها البعض كما في اليمن وسوريا وليبيا والعراق ؟ وماذا فعلت ، وهي التي تعيش من جيوب المواطنين العرب ، لحل الخلاف القائم بين دول الخليج ، والذي أصبح من مشمولات أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا بالخصوص ، وما هي الضغوطات التي مارستها لإرغام الكيان الصهيوني على وقف الإستيطان في الأراضي الفلسطينية وفك الحصار عن قطاع غزة وإنقاذ القدس من التهويد السريع والممنهج ومن الموقف الأمريكي المعترف بالمدينة المقدسة كعاصمة لإسرائيل ؟ ثم ماذا فعلت لمواجهة التداعيات السلبية لما يسمى ب:"الربيع العربي" الذي تحول إلى حالة تدمير ممنهج للأقطار التي أبتليت به ؟ يجب الإقرار بأن الصراعات العربية-العربية بدأت في رحاب جامعة الدول العربية ، وفيها إلتهب سعيرها وتفاقمت تداعياتها. لقد أصبحت هذه المنظمة هي المشكل الأساسي بعد أن تحولت إلى أداة تخريب في أيدي القوى الإقليمية والدولية المعادية لشعوب الأمة ، وإلى مخبر لبعض دول المنطقة تعد فيها المؤامرات ضد بلدان عربية أخرى ، وإلى عدو معلن للمقاومة ومساند رسمي للكيان الصهيوني بعد أن تحول إلى حليف إستراتيجي لمجموعة من البلدان الأعضاء فيها .حان وقت التخلص من هذا الإرث الكارثي الثقيل الذي يختزل كل المآسي والهزائم والخيانات العربية على مدى ما يقرب من سبعة عقود من الزمن. لقد أصبحت هذه المنظمات والجامعات والإتحادات العربية والإسلامية وصمة عار على جبين الأمة ومصدر إهانة لشعوبها التي تطالب بإنهاء وجودها عاجلا حتى لا تزداد مخاطرها .