أعدت جمعية المهرجان الدولي للقصور الصحراوية بتطاوين برمجة ثريّة ومتنوعة لتأثيث الدورة التاسعة والثلاثين للمهرجان، جمعت بين ألعاب الفروسية والأغاني البدوية الصحراوية والقراءات الشعرية والندوات ومعارض الصناعات التقليدية التي تزخر بها الجهة، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات في الفروسية والرماية. هذه التظاهرة الصحراوية العريقة التي توقد شمعتها التاسعة والثلاثين هذه السنة من 20 إلى 24 مارس المقبل، ستسجل مشاركة عديد الفرسان والفرق الأجنبية للفنون الشعبية بكل من الجزائر وليبيا والمغرب ومصر والأردن وأندونيسيا والهند. وستفتتح بكرنفال استعراضي لمختلف الفرق المحلية والوطنية والدولية المشاركة، ستقدّم للوافدين على المهرجان عروضا فلكلورية متنوعة من التراث. وسيسبق هذا العرض الافتتاحي، تدشين معرض دولي للصناعات التقليدية بساحة الفنون بتطاوين. وسيعيش جمهور المهرجان على مدى 5 أيام على إيقاعات الفنون الشعبية بعدد من المناطق بالجهة على غرار سهرة "الصوت" بقصر أولاد دباب يوم 21 مارس، بالإضافة إلى حفل للفنان الليبي عصام الطويل سيحتضنها ملعب نجيب الخطاب بتطاوين في اليوم نفسه وكذلك عرض "الزيارة" لسامي اللجمي في سهرة 24 مارس. وتنتظم بالمناسبة، سباقات للخيول العربية الأصيلة وأخرى للمهاري ومسابقات في الرماية ستحتضنها الساحة الكبرى للمهرجان بتطاوين، بالإضافة إلى عروض للفروسية. كما سيتمّ ضمن سباق الخيل تنظيم معرض دولي لجمال الخيول العربية الأصيلة. وسيبحث المهتمون في ندوة فكرية "صورة المقاومة في الشعر العربي المعاصر"، إلى جانب تنظيم مسامرات شعرية تحت عنوان "قصر الشعر الحر" سيحتضنها نزل "دقيانوس" بالجهة يوم 20 مارس، تتخللها مداخلات موسيقية. وضمن الندوات أيضا، سيبحث المشاركون في المهرجان في ندوة فكرية تحت عنوان "الموروث الثقافي في خدمة المجتمع والتنمية"، سبل استغلال الثقافة لتكون رافدا للتنمية بالجهة. وتنتظم لفائدة زوار المهرجان رحلات جوية بالمناطيد وأخرى برية ستجوب عددا من المسالك المؤدية إلى القصور الصحراوية للوقوف عند خصوصيات هذه القصور البربرية وفنون معمارها ووظائفها، ومن هذه القصور "كرشاو" و"الصمار" و"سطح القمر" الذي يمتاز بصخوره الرملية الصلبة التي تحاكي التركيبة الجيولوجية لسطح القمر. وخلافا للدورات السابقة، ازدانت هذه المسالك بخضرة الطبيعة، وذلك بفضل تساقط كميات هامة من الأمطار بالجنوب التونسي منذ بداية هذا الموسم. وسيحظى الأطفال بنصيبهم من هذه البرمجة، إذ ستنتظم لفائدتهم عروض فرجوية متنوعة، بالإضافة إلى مسابقات في الرسم، توازيا مع تنظيم معرض للفنون التشكيلية وآخر للصور الفتوغرافية بالمركب الثقافي بتطاوين. ويمثّل المهرجان الدولي للقصور الصحراوية مناسبة ثقافية هامة بالجهة، حيث تساهم مختلف فقرات المهرجان في استقطاب أعداد هامة من الوافدين على التظاهرة مما يعزّز الحركة التجارية والسياحية بالجهة. وستكون هذه الدورة مسبوقة بتنظيم يوم ترويجي لها بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة يوم 3 مارس المقبل، للمساهمة في إبراز المخزون التراثي المادي واللامادي الذي تزخر به ولاية تطاوين.