في صفاقس الاف الزياتين ...وحقول شاسعة من اشجار الزيتون.....بل لعلها بلد الزيت والزيتون......ولكن هناك زيتونة لا تشبه بقية الزياتين....انها شجرة ما ان تقترب منها حتى تانس اليها ...وترتاح لها. هذه الزيتونة المباركة اسمها عبد الرزاق كمون....وهو معروف في صفاقس ..وفي غير صفاقس..وتعرفه الاوساط الثقافية في تونس وفي العالم العربي...وتعرفه كذلك الجامعات في العالم انه كاتب ..وناشر..وصاحب مكتبة مشهورة في صفاقس اسمها مكتبة علاء الدين متخصصة في ترويج الكتب القيمة ..وقد نشر كمون الكثير من الكتب التونسية ومازال يواصل النشر بشغف ومحبة وحماس..فهو عاشق للكتب وهو قارئ جيد وهو ملم باخر الاصدارات التونسية والعربية وخصوصا في مجال البحوث العلمية والادبية انه ناشر من النوع النادر في الوطن العربي.....ومكتباجي فنان ويعيش مع الكتب....وليس من المستبعد ولا المستغرب ان لا ياكل مثلنا الاكل العادي .....قد يكون طعامه صفحات الكتب ولولا غرامه بالكتب ...وشغفه بالقراءة....وتفرغه التام للنشر...لكان من اكبر كتاب الادب الساخر في الوطن العربي ..ولكان في مستوى المصري محمود السعدني..والسوري زكريا تامر..ان لديه قدرة عجيبة على السخرية تلمسها بسهولة ووضوح عندما تجمعك واياه دردشة حميمة... وتظهر هذه السخرية اللذيذة والذكية في العديد من المقالات التي كتبها..ونشرها باحتشام.....وربما تكون لديه كتابات ساخرة ..ولاذعة يحتفظ بها وقد ينشرها ذات يوم