دمارها هذه اللعبة الافتراضية ، لعبة الحوت الازرق دمارها شامل ياتي على الروح والحس والمستقبل والغد الرائد للشباب الذي كنا ولا نزال نتغنى به وبغده الاجمل ..ولكن الواقع ليس كذلك ، لان المثل الذي ينطبق علينا مع الاولياء ،هو :بعد ان " يتخذ يشري مكحلة "..ومثل هذا الاهمال الرقابي والتوعوي والاصلاحي منذ بدايته يبدو غير محين اذ ان الاولياء ينصاعون لركشة الاطفال في بيوتهم وينامون على اذنيهم ما دام الحاسوب او الجوال او الفايس بوك يقاسمونه الانس التيكنولوجي الهادف الناصح الفاتق الناطق في الامان الاسري ..وبالمعنى المعروف فان اكبادنا لاهية بما لديها من احفاد الثورة الصناعية والتكنولوجية والثقافية والمعرفية اي بالطريقة الشعبية السهلة والمتداولة " كل فول لاهي في نوّارو "..وبقدر جمال الفول وحسن نوّاره ، فان نوّار الحوت الازرق ليس كذلك في المطلق بل سام وقاتل وفعّال في قصف الامل في ابنائنا 'وتحريضهم تحت المخدر – الازرق- على السعي بدون وعي للفناء المؤسف . فالوحدة او العزلة تُحيلنا عن الاحجام عن السؤال عنهم وعن مشاغلهم بما ان ثقة الامهات والاباء احيانا كثيرة تبدو كبيرة وغير داعية للقلق من افراط غريب في الفعل الراقي والآمن للوسائط الاعلامية التي في الواقع تخفر لنا ولاطفالنا دهاليز الفناء المقنن والبطيء والخفي ،ومثل هذا الشعور المشوب بالامان الفطري الخفي يحيلنا الى الغيض في المرح من حيث لا ندري ما دامت حضارة الاشتغال وحب الذات وحب المال والسعي العيش الكريم قد قوضت هي بدورها اركان التواضع وحب الحياة الامنة والميسرة والقناعة بها ، والحال العصري المتطور فينا من غير اسس اجتماعية او اسرية او اقناعية ولذا ترانا من نسمة يتغير مزاجنا وتتعكر احوالنا ويذهب مالنا ونفقد السيطرة المرجوة لاكبادنا ، وحتى اكبادنا لم يعد يشعر بها فعلا الا فقراؤنا للاسف الشديد ؟ وفي هذه الناحية يمكن ان نردد حكمتنا الشعبية الملآى بالعبر والحكم " كل فول لاهي في نوّارو " او لنقل مع المعذرة لمن حافظ على تطور اطواره الطبيعي :" كل واحد منا ..واش هي اشغالو "..ولا افشي سرّا ان قلت ما اراه الان يعيد عليّ نفس السؤال الذي تداوله كثير الواعين ولو بعد " ان تقع الفاس في الراس " انه يجب مراقبة الانترنات وحجب ما يجب حجبه بدون رحمة او مواراة او تسامح وكذلك يجب المراقبة الفجائية طوال الوقت حتى يرتدع الاطفال في حضور الرقيب وفي غيابه ،ونحن نعلم ان العزلة الافتراضية توصل الابناء الى حد العزلة الاسرية وطمس العلاقات العائلية في ابسط علاقات التواصل التاريخي المطلوب فاحيانا ترى الاطفال في زيارات الاقارب في مناسبة او غير مناسبة يمارسون عناق هواتفهم المتطورة وفايس بوكاتهم المدمرة على مرأى من الجميع ..ولا اظنهم يبدعون في اختراع قادم بقدر ما اراهم يسرفون في نسج خيوط اضاعة الوقت الثمين ونسج خيوط تدمير الذات ولو في الخفاء ومن هنا انبّه الى وحشية استغلال الوقت في خير محله الجدي وربما يكون هذا العمل من وراء معانقة الوجه المظلم للقمر.