بعد أيام من ضجة العثور على رجل المغارة الخمسيني والذي تم العثور عليه داخل مغارة في منطقة وادي الخيل بمعتمدية بن خداش من ولاية مدنين والذي تعاطف معه كل التونسيين وتأثروا ايما تأثر لحالته خاصة أنه كان يعيش في وضع صعب جدا الى درجة انه أصبح يمشي ويتحرّك مثل الدجاج بما أنه كان يعيش معهم ويزن حوالي 10كلغ فقط وبعد تدخل الجهات الرسمية وتكفل احدى العائلات بايوائه وبمصاريف علاجه وهو يرقد حاليا بالمعهد الوطني للتغذية بباب سعدون بالعاصمة وبدأت حالته تسير نحو التحسن حسب مصادر رسمية وخاصة ل «الصريح اون لاين» انه بعد هذه الحادثة تم مؤخرا الكشف عن حالة ثانية أشدّ وطأة من الأولى بما أن رجل المغارة كانت له على الأقل عائلة وخاصة شقيقة تسأل عنه. وحسب مصادر رسمية بمدنين الى جانب مصادر أمنية كذلك فإن الأهالي، وبعد حادثة رجل المغارة واهتمام وسائل الإعلام بها سارعوا بابلاغ الجهات الرسمية المعنية ومن بينها معتمد جهة سيدي مخلوف من ولاية مدنين السيد عبد الرحيم المرزوقي بوجود حالة شبيهة لرجل المغارة وهي حالة لامرأة خمسينية تبلغ من السن تحديدا 51 سنة تعيش في «حوش» حفري شبيه بالمغارة ومهجور، وقد تحركت الجهات المعنية على الفور وتم التحول الى منطقة الغباي طريق البستان بسيدي مخلوف. وبعد الولوج الى داخل المكان تم اكتشاف امرأة تبلغ من السن حوالي 51 عاما مجهولة الهوية ولاتحمل وثائق تدل على هويتها وكانت في وضع صحي صعب الى جانب حالتها الرثة والخصاصة التي تعيشها وسط حوش حفري متداع ومهجور لا تتوفر فيه ادنى ظروف الراحة والعيش، وقد وجد الأهالي وكذلك معتمد الجهة ومرافقوه صعوبة في التواصل مع المعنية التي تعاني من اضطرابات نفسية وهي مختلة. وحسب المعطيات التي تحصلنا عليها خاصة أن عائلتها وبالتحديد عمها يرفض الحديث لوسائل الإعلام فإن المعنية كانت تعيش مع والدتها وقد تعرّضت لصدمة اثر وفاتها وظلت تعيش في المكان المذكور صحبة والدها الذي فارق بدوره الحياة بعد مدة وقد حاولت عائلة عمها اصطحابها الى منزل العائلة الا أنها رفضت وكانت تغادر منزل عمها ليلا نحو الحوش الحفري او بالأحرى المغارة المهجورة، وقد أكد عمّها للجهات الرسمية أنه حاول مرارا منعها لكنها رفضت ان تقيم بمنزله وهربت منه مرارا وهو ماجعله يخيّر إبقاءها في مزل والدها المتوفي كما أكد أن عائلته كانت تقدم لها الأكل ولم تتركها او تهملها خلافا لما تم الترويج له في وسائل الإعلام. وحول عدم تحوّز المعنية على وثائق هوية أفادت عائلتها أنها تعيش اضطرابات نفسية وهي مختلة عقليا وقد سبق لها ان أقدمت على حرق وثائق والدها وبعض الوثائق الخاصة بها الى جانب الأمتعة والأدباش الخاصة بها ولولا تفطن عمّها وأفراد عائلته الذين يقطنون بالقرب منها لكانت في عداد الموتى حيث تم اخماد الحريق وانقاذها في آخر لحظة. هذا، وقد تبين أن المعنية تمتنع عن الكلام وترفض الحديث مع الناس، كما أنها ترفض مغادرة المكان وتتصدى لكل من يحاول الاقتراب منها، وقد حظيت باهتمام كبير من أهالي الجهة الى جانب اقاربها وبالتحديد عمّها الذي كان يزورها يوميا للاطمئنان عليها، وقد طالب عمّها من الجهات المعنية بايجاد حل ومأوى لها خاصة أنه يعاني بدوره من الخصاصة وله عائلة في كفالته وقد حاول مساعدتها بما يستطيع بمعية بعض الأهالي بالجهة الذين يأملون بدورهم في توفير منزل صغير لها بالجهة أو اعادة تأهيل الحوش الحفري وترميمه حتى تكون قادرة على العيش فيه. وقد علمنا من مصادر رسمية أن معتمد سيدي مخلوف عبد الرحيم المرزوقي تعهد بالتنسيق مع الجهات الأمنية وبعد ابلاغهم بالحالة باستخراج وثائق للمرأة المعنية من جديد لتمكينها بعد ذلك من دفتر علاج ومنحة حتى تستطيع أن تعيش في ظروف ملائمة ومحترمة بعد الوضع المزري الذي كانت عليه عند العثور عليها. كما تم تخصيص اطار طبي لفحصها وعلاجها هذا وقد وعد أهالي الجهة بأن يتعاونوا من أجل المساعدة على بناء منزل خاص لها تستطيع العيش فيه ويكون قريبا من الحوش الحفري الذي يبدو أنها تحن اليه لأنه يذكرها بوالديها المتوفين. بقي أن نذكر في الختام بتحسن الحالة الصحية لرجل المغارة الذي تم العثور عليه في معتمدية بني خداش وهو يحظى حاليا باهتمام وعناية صحية، كما ان احدى العائلات الميسورة تكفلت بمصاريف اقامته وعلاجه وتعهدت بالاهتمام به مع العلم أنه تقرر توفير مسكن لائق خاص به سيتم تجهيزه قريبا في بني خداش غير بعيد عن منزل شقيقته التي كانت قد أكدت أن ظروفها لاتسمح لها بايوائه في منزلها مع العائلة.