بعد البوس والتعنيق والتمرطيق والريق طلبت السيدة الاولى من للة زليخة حرم وزير الصحة ان تجلس "وتاخو راحتها" فهناك بينهما علاقة وثيقة منذ الصغر وكانت حومة الحفصية جمعت بينهما ..ثم المدرسة..فالمعهد..فالمقاهي والمطاعم..والسيدة الاولى معجبة اشد الاعجاب بشخصية للة زليخة ومدينة لها بانها هي التي ربطت بينها وبين زوجها الذي تدرج الى ان اصبح رئيسا للجمهورية...واصبحت "تعوم في الخير الى عينيها"...ولم تنس لها ذلك الفضل فساعدت زوجها لكي يصبح وزيرا للصحة..وتربطه علاقة طيبة مع فخامة الرئيس ..بينما هو في الحقيقة .."شلاكة واشكونو هو...وما يجي شئ"..كما يحلو دائما للسيدة الاولى ان تذكر صديقتها التي تسمع ولكن (يدخل منا ..يخرج منا)...لانها تعتقد انه كلام ينطبق على زوجيهما...فهي تعرف السيد الرئيس جيدا ولكنها تقر بانه اذكى من زوجها ..و"مهف كبير في السياسة...وملاعبي محترف يلعب مع الشيطان يغلبو" وهي تعرفه (علاش يمشي ..وعلاش يجي) فهو ابن خالتها (وراضعين من بزولة واحدة)..مما يجعله بمثابة شقيقها ولكن من الرضاعة...وانطلقت الدردشة بين الزوجتين ..والسيدين القويتين في النظام بالتقطيع والترييش..ولم يتركا واحدة من زوجات و(صاحبات) الوزراء وكبار الشخصيات الوطنية الا وفتحوا لها ملفها و(اعطاوها الحس..وجبدولها المخبل في كبة)...وكم ضحكت السيدة الاولى...وكم (شاخت)..وذكرتها بحكاياتهما في الحومة زمن المراهقة ..وطيش الشباب...والحرية..واللذة المحرمة...وكيف ان القيلولة في الصيف ايام العطلة المدرسية كانت ايام السعادة ..فلقد كانت للة زليخة تقترح على صويحباتها ومنهن السيدة الاولى ان يخرجن للشارع وهن عاريات تماما تحت السفساري ويقمن بجولة استعراضية في الحومة واذا بالعطار والخضار والجزار والحجام والحماص والخبازيحترقون (بسخانة القايلة...وسخانة الابدان الشابة الطرية والثائرة والمستفزة) والجميع (يبلعو في ريقهم ويغصو)..ويقولون (ربي لا تحرمنا من نعمتك)..وكثيرا ماكان يصادفهم الشيخ بوجمعة وهو في طريقه للجامع لصلاة العصر..والذي لا يتحرج من النظر اليهن وهن يتمايلن باجسادهن التي تثير الغرائز فيقول لهن (مسيكم يا بنات ..ربي يفرحكم...وربي يقوي سعدكم...انا نحبكم على خاطركم تعطيو حق ربي...راكم كل قايلة تزكيو على بداناتكم...ربي يحفظكم..) يقول لهن ذلك ثم يسرع الخطى وكانه هارب من النار وهو يردد..استغفر الله من كل ذنب عظيم..(يا ربي سامحني راهي قنابل هابطة على راسي..وانا ضعيف..وراسي عريان...لاحول ولاقوة الا بالله)..وماهي الا لحظات حتى يكون في الجامع وقد اعتلى السمعة ليؤذن اذان العصر..وكثيرا ما (تلعب عليه الدوخة) فيستغفر...ويتحامل على نفسه..ويستمر في الاذان .