استعاد شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة حركيته المعتادة وسالف نشاطه بعد أن تخلص من الفوضى الناتجة عن تراكم الفضلات وعودة أعوان بلدية تونس للعمل بعد اضراب دام أياما معدودة للمطالبة بتسوية أوضاعهم المهنية. وفتحت تقريبا كل المحلات التجارية والمقاهي الموجودة في هذا الشارع الكبير في قلب العاصمة أبوابها لاستقبال مواطنين فضلوا الجلوس في المقاهي لمتابعة تحركات بعض الأفراد مجموعات صغيرة من الشباب ترفع لافتات تطالب من خلالها بحقها في التشغيل وأخرى تجمعت بصفة عفوية ليوضح كل فرد منها وجهة نظره الخاصة حول حقيقة الوضع الراهن وما يمكن أن تؤول اليه الأمور خلال الفترة القادمة حسب تركيبة الحكومة الجديدة التي سيعلن عنها اليوم. ومن أحد الأنهج المتفرعة عن شارع الحبيب بورقيبة خرج عشرات من التلاميذ يهتفون بإسقاط الحكومة وتكوين أخرى تستجيب لطلبات المجتمع بمختلف فئاته ثم اتجهوا نحو ساحة الحكومة بالقصبة عبر نهج جامع الزيتونة لمساندة الجماهير المرابطة هناك منذ يومين. وعلى مستوى وزارة الداخلية تجمع عدد هام من رجال الأمن يطالبون بالدخول الى مقر الوزارة لتبليغ مطالبهم التي قالوا بأن «الإعلام قد أغفلها» داعين الى تقديم صورة حقيقية عن وضعهم المهني والاجتماعي. كما جددوا طلبهم بإحداث نقابة تدافع عن حقوقهم المهضومة خلال فترة النظام السابق مشددين على ضرورة «محاكمة كل الإطارات الأمنية» ممن استغلت الظروف في ظل النظام السابق واستثرت بسبب انتشار الفساد والرشوة وتتبعها عدليا.