هذا عدوان ثلاثي همجي اخر تتعرض له بلاد عربية اسلامية اخرى ومهما تكن مبررات ودوافع واسباب وعلل هذا العدوان فان الامر الثابت والأكيد ان غايته لن تصب ابدا في مصلحة العرب والمسلمين وانما ستصب حتما كما صبت الاعتداءات سابقا في حساب مصالح وغايات المستعمرين المعلومين المعروفين الذين تقودهم وتتزعمهم وتسيرهم اسرائيل التي لا تريد ولا تتمنى للعرب وللمسلمين ان ينهضوا من كبوتهم وان يستفيقوا من سباتهم وانما تريدهم ان يبقوا نائمين غافلين متناحرين حتى يسهل استغلالهم واستباحتهم وتفريقهم والقضاء عليهم اجمعين هذه هي حقيقة هذا العدوان الحالي و الاعتداءات السابقة والاعتداءات اللاحقة على الأمة العربية الاسلامية وقد ذكرني هذا العدوان السافر الجديد بقصيدة كان قد كتبها الشاعر الراحل العظيم احمد شوقي في تسجيل احداث عدوان سابق حصل منذ قرن تقريبا على دمشق اثرعدوان همجي قادته فرنسا في ذلك الوقت والتي هي اليوم طرف فاعل في هذا العدوان الجديد ومما قاله شوق رحمه الله في ذلك القصيد سلام من صبا بردى ارق ودمع لا يكفكف يا دمشق
ومعذرة اليراعة والقوافي جلال الرزء عن وصف يدق
وبي مما رمتك به الليالي جراحات لها في القلب عمق
وللمستعمرين وان الانوا قلوب كالحجارة لا ترق
وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق
ولا يبني الممالك كالضحايا ولا يدني الحقوق ولا يحق
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
هذا شيء مما قاله شوقي رحمه الله في التعبير عن نكبة سوريا وعن حزن دمشق في سالف العصر والزمان من رفيع المعاني ومن بديع البيان فهل سنسمع من شعراء اليوم شيئا معبرا من هذا القبيل ام سيمرون بهذا العدوان الجديد وهم صامتون وجامدون ولا نسمع لهم شيئا من البكاء او شيئا من العويل؟ اليس هذا ما تريده امريكا وبريطانيا وفرنسا ومن ورائهم احفاد بني اسرائيل؟