في انتظار نتيجة التقرير التي سيعدها الطبيب الشرعي تبقى حادثة وفاة الشاب سالم أصيل مدينة فريانة غامضة. وحسب مصادرنا فإن الشاب المذكور اختفى فجأة عن أنظار افراد عائلته وبعد عملية تفتيش واسعة النطاق وجدوه مشنوقا في شجرة زيتون... ولئن تعددت الروايات حول هذه الحادثة، فإن أفراد أسرة الضحية البالغ من العمر حوالي خمس وعشرين سنة أكدوا لنا أنه في كامل مداركه العقلية وقد كان يرعى أغنام العائلة، ولم يلاحظوا عليه أي تغيير في طباعه. وحسب مصادرنا فإن الضحية عاد بالقطيع وأدخله الزريبة دون أن يتفطن اليه أي من افراد عائلته ثم اختفى، دون أن يعلم عن وجهته، وفي الصباح وجدوه جثة هامدة تتدلى بواسطة حبل من غصن شجرة زيتون. وفي الحين تم اشعار رجال الحرس الوطني بفريانة بالموضوع وقد تم نقل الجثة الى المستشفى الجهوي بالقصرين لوضعها على ذمة الطبيب الشرعي الذي سيتكفل بإعداد تقرير يشرح فيه أسباب الوفاة الحقيقية للشاب سالم... وحسب ما أجمع عليه أصدقاء الضحية فهو معروف بدماثة اخلاقه وحسن سيرته ومن الصعب جدا ان يقدم على الانتحار شنقا، خاصة أن لادوافع وراء ذلك. وفي انتظار توفر أكثر ما يمكن من معلومات حول هذه الحادثة الغامضة يروج ين أهالي المنطقة بأن الشاب سالم قد يكون تفطن الى تواجد جماعة الكنوز الوهمية فتخلصوا منه بالقتل على تلك الطريقة البشعة. هذه الرواية ليس لها ما يبررها على الأقل مبدئيا في انتظار ماستفرز عنه التحريات الأمنية لاحقا.