لقد اثبتت التطورات الاخيرة في فلسطين ان هاجس دولة الاحتلال الاساسي و الاستراتيجي هو محاربة كل المحاولات و المساعي لتكريس الديموقراطية في الدول العربية و الاسلامية . كيف لا! و نحن نلاحظ بمرارة و غبن حانق المواقف الضعيفة بل المتخاذلة احيانا لبعض الدول العربية و الاسلامية في تناقض صارخ و فاضح مع ما يختلج صدور الشعوب من المحيط الى الخليج من مشاعر فياضة و تعاطف لا محدود مع القضية المركزية للامة الاسلامية قضيتنا الام قضية فلسطين . انهم حكام لا يستمدون قوتهم من شعوبهم بل من دعم و مساندة بعض القوى العظمى التي تبتزهم و تحلبهم ليلا نهارا و يوم الاحد . لا حول لهم و لا قوة وما عليهم سوى السمع و الطاعة حفاظا على كراسيهم البائسة و المخزية . اما امام شعوبهم المغلوبة على امرها فيزمجرون و ينهرون و يكشرون عن انيابهم و يقمعون دون رحمة كل من يعارضهم او يفضح عمالتهم و فسادهم الذي تشمئز وتقرف منه الابصار و الاذان . اني اعتقد جازما انه لا قدرة على مواجهة الاحتلال الصهيوني و لا امل في وحدة او تكامل عربي و اسلامي و لا رجاء في سيادة او عزة او نخوة و لا سبيل ولا قبل لنا بالتصدي للأعداء و المتآمرين الا بتحصين بيتنا الداخلي على المستوى الوطني ثم القومي ثم الاممي عبر تبني الديموقراطية المتلائمة مع هويتنا و خصوصياتنا التاريخية و الحضارية . تونس التاريخ و الحضارة تونس العلم و الثقافة تونس العزة و الكرامة تونس الديموقراطية تخيف ما يسمى اسرائيل و تقض مضاجعها ان لم يكن على المدى القصير فعلى المدى المتوسط و البعيد . يخافون و يرتعبون من ان تصبح الدول العربية و الاسلامية في افق قريب , ديموقراطية تعبر عن ارادة شعوبها في الوحدة و التطور و الرقي . دول لا ينفع معها الاختراق او التهديد او الابتزاز, دول منيعة و محصنة كالبنيان المرصوص يتجند كل مكوناتها صفا واحدا ضد الاعداء مهما كانت اختلافاتهم السياسية او الايديولوجية الداخلية . في انتظار ذلك يا من بعتم القضية ارفعوا ايديكم عن القضية و اشد على ايدي شعبنا الفلسطيني الاسطوري و على ايدي كافة قياداته ان يواصلوا صمودهم و ثباتهم و ان لا يقدموا اي تنازلات للعدو و ان غدا لناظره قريب . و كما يقول الشاعر مظفر النواب : لن يبقى عربي واحد ما دامت حالتنا هذي الحالة بين حكومات الكتبة القدس عروس عروبتكم فلماذا أدخلتم كل زنات الليل الى حجرتها وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفاً وصرختم فيها ان تسكت صوناً للعرض فما أشرفكم أولاد القحبة هل تسكت مغتصبة أولاد القحبة لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم ان حظيرة خنزير أطهر من أطهركم تتحرك دكة غسل الموتى اما انتم لا تهتز لكم قصبة الآن أعريكم في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي في كل زقاق أجد الأزلام امامي أصبحت أحاذر حتى الهاتف.. حتى الحيطان.. وحتى الأطفال.