في تدوينة على صفحته الرسمية يهاجم فيها السيد حافظ قائد السبسي رئيس الحكومة ويسجل وضع البلاد كالآتي: تدهور المقدرة الشرائية للشعب التونسي ... الانهيار المريع لكل المؤشرات الاقتصادية انهيار قيمة الدينار أزمة المالية العمومية العجز عن إنجاز أي إصلاح وحيد يذكر التداين من أجل خلاص الأجور غياب أي رؤية للإصلاح الاقتصادي التلاعب بالعلاقة مع الأطراف الاجتماعية الفاعلة من المسايرة السلبية إلى التوتر والصدام انهيار احتياطي الدولة من العملة الصعبة بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد شبح الإفلاس المهدد للصناديق الاجتماعية دون إعداد ولو شبه خطة للإنقاذ تثبيت تونس على القائمات السوداء كما لم يحصل أبدا في تاريخها رددنا كل هذا مرارا فيقولون ما تعودتم عليه من سبّ وإنكار. يبقى أن الرجل مصيب في تشخيص الوضع رغم نسيانه الكارثة الأخرى التي تسببت فيها المنظومة الحاكمة أي الازمة النفسية و التي تتمثل في انهيار معنويات الشعب وليس فقط الدينار نتيجة الأكاذيب المستمرة والدجل والوعود الزائفة للسيد السبسي- الأب والكل يضحك باكيا اليوم من البرنامج الي يدوخ وكفاءات تسيير أربع دول لكن ليس منهم تونس. لكن السيد السبسي-الابن مخطئ في تشخيص السبب وهو أول من يعرف ذلك عندما يضع الفشل على رجل ويجعل منه كبش فداء, هو ينكر إخفاق من عينّه أي رئيس الجمهورية ومن سانده أي حزب النداء ومن شاركه الحكم الفاشل أي النهضة. الموضوع الحياتي للشعب الآن يتلخص في ثلاث أسئلة : 1-هل سيستطيع الشعب التونسي الصبر إلى ديسمبر 2019 بما أنه ليس للمنظومة الحاكمة الشجاعة الكافية للدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة قد تنقذ البلاد من التوغّل في المستنقع حيث يستحيل على المنظومة أن تأتي بمعجزة تقلب الأوضاع في أقل من سنة ونصف في ظل نفس الخيارات ؟ 2-هل ستقبل منظومة عنصرها الأساسي مكون من أشلاء الاستبداد بانتخابات حرة ونزيهة سنة 2019 مما يعني خروجها من السلطة والشعب شبع انجازات وهمية ، أم ستعهد للتزييف والمال الفاسد والاعلام الفاسد للبقاء في السلطة بكل الوسائل وآنذاك ستنتهي التجربة الديمقراطية في العقول والقلوب ولاحقا طال الزمان أو قصر على أرض الواقع ؟ 3-هل ستستطيع العائلة الديمقراطية الاجتماعية تجاوز خلافاتها- وهو ما سعيت له دوما وسأسعى له أكثر من أي وقت مضى- لتكوين جبهة وطنية استعدادا للحكم وغلق قوس السبسي ابنا وأبا وإعادة وضع قطار تونس على السكة؟ على تعامل الطبقة السياسية والشعب مع هذه الثلاث تحديات يتوقف مستقبل تونس . إما ننهي قوس الثورة المضادة بسلام ويعود المسار الذي بدأ يوم 17 ديسمبر ليتواصل ويحفظ الديمقراطية ونعود لمحاربة الفساد وتشغيل المكنة الاقتصادية المتوقفة .... وإلا فإنه القفز في المجهول وآنذاك وداعا الاستثناء التونسي,