يصحب شهر رمضان نشاط علمي وفكري يتمثل في القاء الدروس والمسامرات واقامة الندوات ويرتفع نسق هذا النشاط في النصف الثاني من هذا الشهر ولكل بلادمن البلدان العربية والاسلامية تقاليدها في هذا المجال وبعض هذه البلدان مثل المغرب الاقصى فانها درجت منذ عقود على تنظيم الدروس الحسنية تحت اشراف ملك البلاد وبحضوره في القصر الملكي ويدعى لحضورها والمشاركة فيها كبار العلماء والمفكرين من شتى انحاء العلم العربي والاسلامي ويتولى بثها التلفزيون المغربي مباشرة ومن ابرز من شارك فيها من تونس الشيخان محمد الفاضل بن عاشور ومحمد الحبيب بلخوجة رحمهما الله وفي السنوات الاخيرةاخذت الجزائر في تنظيم دروس رمضانية اطلقت عليها الدروس المحمدية تحتضنها الزاوية البلقايدية في مقرها بوهران وينقل هذه الدروس التلفزيون الجزائري وتعقد تحت اشراف شيخ الزاوية الشيخ عبد اللطيف بلقايد وسيقع بداية من هذا العام الانتقال بهذه الدروس الى الجزائر العاصمة بعد تدشين فرع كبير لهذه الزاوية وفي تونس بلاد الزيتونة كعبة الشمال الافريقي درجت الهئية العلمية في الجامع الاعظم و باشراف رسمي رفيع على تنظيم اختام الحديث وهي عبارة عن دروس علمية يتولى القاءها شيوخ الجامع الاعظم ياتون فيها بما انتهوا اليه من تدقيقات وتحقيقا ت و اجتهادات يتناقلها عنهم المهتمون بهذا الشان وقد كتب للقليل جدا من هذه الدروس العلمية ان يرى النور وتعم به الفائدة(من ذلك دروس الشيخ محمد العزيز جعيط رحمه الله او تلك الدروس التي تولى نشرها في مقالات الاستاذ محمود شمام رحمه الله) كانت هذه الدروس تضبط لها رزنامة تطبع وتوزع مع امساكية شهرمضان(وبين يدي رزنامة اختام الحيث لسنة الف وثلاثمائة واثنين وسبعين هجري) وتتضمن الاتي اماكن الدروس يوم الثامن رمضان بجامع ابي محمد يوم الحادي عشر رمضان جامع حرمل يوم الرابع عشر رمضان جامع الحلق وضريح سيدي بوحديد يوم السادس عشر رمضان الدرسة الجديدة يوم السابع عشررمضان جامعحمودة باشا وجامع السبخة يوم التاسع عشر رمضان المدرسة المنتصرية يوم عشرين رمضان جامع صاحب الطابع وبير الحجار يوم واحد وعشرين رمضان جامع سبحان الله يوم اثنين وعشرين رمضان جامع سيدي محرز وسيدي منصور والمرجانية يو م ثلاث وعشرين رمضان جامع سيدي يوسف والجامع الجديد وجامع باب الجزيرة ودرسة حوانت عاشور يوم رابع والعشرين رمضان جامع القصر ومدرسة النخلة يوم خامس والعشرين رمضان المدرسة الباشية والمدرسة العتيقة والمدرسة السليمانية يوم سادس والعشرين رمضان جامع الزيتونة يوم سابع والعشرين رمضان جامع باب البحر وجامع القصبة وجامع الهواء يوم تاسع والعشرين رمضان سيدي بن عروس وجامعي باردو والمرسى يوم ثلاثين رمضان جامع جبل المنار تلك تونس زمان حركية يتبار ى فيها كبار علمائها ب للاتيان بما لديهم من علم متين مستنير تذهب معه الجهالة التي هي التربة الخصبة لكل ما اصيبت به الامةمن تعصب وتزمت (وقد قيل وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) بعد الاستقلال تقلصت تلك الحركية العلمية التي كانت تعيشها تونس الى ابعد الحدود واقتصرت على حفل يغلب عليه الجانب الرسمي وغاب عنه الجانب العلمي المتين الذي عرفت به تونس وعرف به علماؤها الاعلام فكانت النتيجة مانرى ونسمع واصبحت بلادنا تابعة بعد ان كانت متبوعة وياللاسف الشديد هل يمكن تدارك مافات ليس ذلك مستحيلا ولكنه يحتاج الى قناعة وعزيمة