البحر ناكله وننتشي ونجاوره وهو الآمن وعلمنا ان الدر في احشائه كامن نهتدي الى اعماقه والقطب مرشدنا وحين يغيب عنا الشاطئ نحلم بغدنا الوضاء ولكن الاعماق تؤرق مرورنا واسود البحر تزأر امامنا والقرش يصطادنا ولا نصطاده يشبع ولا نشبع من تقديم القربان تلو القربان اليه هو لا يفرق بين صيده من الاسماك والانسان هو لا يتوانى في تلطيخ حاميه بالدماء ويلغي الاثر في لمح البصر ولا يفر وحتى ان عاد من جديد الصيد يكر تبكي الامهات واحيانا يصمت النحيب تحت المياه العميقة وينتحر وارى ان من يحالفه الحظ ويعود حيا يعاود الكر ويفر على سكين الخطر ولا يعتبر ما دام الهروب في دمه اصيل حتى وان مات على جنباته شعب غزير وكاني بالهجرة هي الحل البديل ومن تخطى الخطر فهو البطل النحرير وعجبي من رغبتهم في حياة السم الزعاف وترغيبهم في الهجرة من اجل السراب بعرق الامهات الراغبات في حياة اسعد مآب ومن غيرهن يطلبن العيش الكريم لفلذات الغد العجاب اه يا وطني يا وطنهم الذي يحاط بغربة العيش السراب آه يا وطنا يهجّرني على قوارب الموت ..لا انتسب اليه نعم وطن لا يعانقني بيديه اهرب منه ولا اعود اليه ..وطن لا يحميني تحت جناحيه ولا يعلمني كيف ارتاح اليه ..لا اعود اليه ؟