أيجب عليّ ان أحولك داخلي الى وطن، كي أجد سببا لمحبّتك... وحدها الاوطان تستحق حبا خالدا يتغلغل في الكيان وتمتلىء به الروح وكأنه فيضان الرحمة يغرق كل شيء لينقضي كل شيء.. في لحظات التوحد مع وهمي يسكتني نواح الذاكرة التي تبنيك فيّ من خراب لتبكيك غدا على وقع انهيار جدرانك داخلي... ولا أجد غير اسفلت التراكمات استلقي عليه وغشاء عظامي يغطيني... وأجدني أهرب من تصحرك العاطفي الى وطن فيه كل الصحاري مزهرة وكل وخزات أشواكه هي وقع موسيقى على الجسد... فلابد من البديل اذا! حبك يبدأ بالتمدد داخلي حتى أظن ان امتداده فيّ أبعد من البعد نفسه... وفي لحظة عطش تبحث عن الارتواء... يبدأ تقلصك فيّ حتى أظن أنك ذرة رماد هاربة من نار كسرى او نار احد ملوك الأزمنة الغابرة... فلماذا عناء الحب اذا...،! وحده الوطن يروي ظمأ الروح..، ويحافظ على نار جسدي ملتهبة كلّما عانقت روحي تربته... وحده الوطن لا يخون اذا أصابتني برودة الحواس المتبلدة، يظل ينتظر... وينتظر حتى يعود إلى روحي تألقها ولجسدي نيرانه الملهبة... ووحده الوطن يفهم لحظة الصمت الحزين فيّ..، وينتظر ولا يهادن..، فلماذا أحبك اذن...؟ ولماذا أصر على ان يسكن غدرك صندوق أضلعي..؟ إن الأرواح تموت اذا مات الوفاء فيها... ووحده الوطن لا يخون وإن نسي وأهمل... وحده يمنح بلا مقابل... فلماذا أنتظرك على أطلال لن تعود اليها أبدا... يا وجعا بروحي... يا... يا وجع الروح... يا وجعا... يخشى الافصاح عن نفسه... ثنايا الليل تعرفك... وأزقة قلبي... تحن للحظة بوح بلا نزف... دمعاتي الهاربة مني... بها وجد لمخدتها آه يا مخدتي... أمازلت كاتمة أسرار دموعي؟ أمازالت حكايانا... في ليالي النحيب والكدر، تذكرنا بصهيل الروح... في اسطبل الجسد... أمازال الجسد حيا؟ أم أصابه ما أصاب فرسا... تاه عن صاحبه... فمات ضياعا في صحراء بلا رمل... مخدّتي محشوّة رملا... ودمعي شواطئ للوجع... وأمواج روحي هاربة... لمرفإ ليل بلا قمر آه يا مخدّة عمري... ضاع الجسد وبقي الوطن...